منتدى السعادتين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زائري العزيز اذا كانت هذه اول زيارة لك فتفضل بالتسجيل معنا لنستفيد منك وتستفيد منا
وشكرا

مع تحيات
سعيد الله بشرزو
منتدى السعادتين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زائري العزيز اذا كانت هذه اول زيارة لك فتفضل بالتسجيل معنا لنستفيد منك وتستفيد منا
وشكرا

مع تحيات
سعيد الله بشرزو
منتدى السعادتين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السعادتين

(سعادة الدنيا والآخرة)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشرزي22

بشرزي22


ذكر

عدد المساهمات : 42
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/10/2012

الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله. Empty
مُساهمةموضوع: الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله.   الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله. Icon_minitimeالأربعاء 06 مارس 2013, 4:55 am

الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله.
بعض الناس يرجون من غير الله تعالى ما لا يقدر عليه إلا الله، وقد أغراهم بذلك أقوال وأفعال بعض المنتسبين إلى العلم، التي تحثهم وتعلق قلوبهم في قضاء الحوائج بغير الله، ويصعب سرد تلك الأقوال والحكايات المروية، وحسبنا أن ذكر بعضها للدلالة على ما قلنا:

أولا: يروون أقوالا مثل: ((إن الله يعطي لأرواحهم[أي الشهداء]قوة الأجياد؛ فيذهبون من الأرض إلى السماء والجنة حيث يشاءون، وينصرون أولياءهم ويدمرون أعداءهم...))( )[1].
وقد يعممون القول في جميع الأولياء؛ فيقولون: وقد تواتر في كثير من الأولياء أنهم ينصرون أولياءهم ويدمرون أعداءهم( )[2].
ثانيا: ينقل بعضهم في جواز الاستمداد من الأموات والجن وغيرهم روايات ضعيفة، بل وموضوعة مثل رواية: ((إذا تحّيرتم في الأمور، أو أعيتكم الأمور فاستعينوا من أصحاب القبور، أو فعليكم بأصحاب القبور)) ( )[3].

وكالقول المنسوب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني: ((من استغاث بي في كربة كُشِفَتْ عنه، ومن ناداني باسمي في شدة فُرِجَتْ...))( )[4].
وكقول الرافضة في العمل السابع من الأعمال العامة في شهر رجب: ((زُرْ أيَّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول: الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب...أنا أسألكم وآملكم، فيما إليكم التفويض وعليكم التعويض، فبكم يجبر المهيض( )[5]ويشفى المريض، وما تزداد الأرحام وما تغيض....))( )[6].


ثالثا: يروُون في ذلك أبياتا من الشعر منسوبة إلى بعض العلماء، فيها نداء كشف الضر أو رجاء رحمة من غير الله مثل:
قول البعض في النبي :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمَمِ( )[7]
وكذا قول من يبين رجاءه من النبي :
پڑاہوں بےطرح گرداب غم میں ناخداکر***ميری کشتی کنارےپر لگاؤ یارسول اللہ 
جهاز أمت كا حق نے كردياہے آپ كےہاتوں***بس أب چاہو ڈباؤ يا تراؤ يا ر سول اللہ 
المعنى: إن سفينة حياتي أجريتها في البحر، إلا أن الطوفان والريح العاصف أحاطا بها فأخرج سفينتي إلى الساحل يا رسول الله  !! وأنت لوحدك وُكّلت من جهة الحق  ملاّحا لسفينة هذه الأمة يا رسول الله  !!، فأغرقها أو أنقذها، يا رسول الله  ! ( )[8].
وكذا قول بعضهمSad( اے رسول كبريا فرياد ہے*** اے محمد مصطفى فرياد ہے
سخت مشكل ميں پھنساہوں آج كل*** اے میرے مشكل كشا فرياد ہے
مدد كر اےكرم احمدي كه تيرےسوا *** نهيں ہےقاسم بےكس كا كوئي حامئ كار))( )[9]
معناها: يار سول الكبرياء أشكو إليك *** يا محمد المجتبى أشكو إليك
حفّ بي أصعب المشاكل هذه الأيام*** يا مزيل المشاكل أشكو إليك
أعِنّي يا كرم الأحمدي إذ أنه *** ليس لقاسم المسكين محامٍ غيرك.

وكقول البعض:مشو بمرگ ز إمداد أهل دل نوميد*** كه خواب مردم آگاه عين بيداريست
المعنى: [لا تيأس من مدد أهل القلوب بموتهم، لأن نوم العارفين هو عين اليقظة] ثم قال بعد نقله هذه الأبيات: الشيطان الرجيم غفل عن هذا فنكل عن قبول الحق الصريح، ومثله من ينكر الأولياء وزيارة قبورهم، والاستمداد منهم( )[10].
وكذا قول بعض الرافضة عند زيارة الأضرحة والمشاهد:
ها عبدك واقف ذليل *** بالباب يمدّ كف سائل
قد عزّ عليَّ حالي *** ما يَفْعَلُ ما فعلتُ عاقل
يا أكرم من رجاه راجٍ *** عن بابك لا يُرَدُّ سائل( )[11].
رابعا: يروي البعض قصصا كاذبة في أن الأولياء ينصرون من يناديهم في الكُرُوبات و النوازل وهي كثيرة، ومن أمثلة تلك القصص الكاذبة التي تجعل العوام يرجون من الأولياء والمشايخ، ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى:
1- روي أن رجلا حضر في خدمة الغوث الأعظم( )[12]، وقال: إن زوجتي تصرع من المسّ، وقد حاولت معالجتها، ورقيتها كثيرا، ولم تنفع، فقال له الشيخ: إذا جاء عليها تلك الحالة, فقل في أذنها: يا حانس إن الشيخ عبد القادر مقيم في بغداد، إن لم تذهب يهلكك! يقول الراوي ففعلت كما قيل لي، فلم يأت على زوجتي الصرع والمس أبداً، (والآن أيضا يمكن اتباع هذه الطريقة على سبيل الرقية، لهذا المرض وبذكر تلك الألفاظ كما هي -من دون التغيير-)( )[13].
2- رُوِيَ أن الغوث الأعظم -رحمه الله- قال: زلّ قدم الحسين بن منصور الحلاج( )[14]، ولم يكن في تلك الأزمان من يأخذ بيده، ولو كنت آنذك لنصرته وقمت بمدده، ومن يزلّ من مريديَّ أدنى زلةً، فأقوم بأخذ يده ومدده. وهذه بشارة عظيمة لمريدي الشيخ -الحمد لله- ومن يكون شيخه ومرشده الغوث الأعظم، وإمامه الإمام الأعظم أبوحنيفة، ورسوله خاتم النبيين محمد رسول الله ، فطوبى له وما أكبر حظه، وما أسعده، حيث ينسب إلى هذه العتبة ويريدها، والشكر لله أنا فقير منسوب إلى هذه العتبة، وشرف خدمتها حاصل لي، وأنا من مريدي الشيخ... ( )[15]
خامسا: من الناس من يقيس الرجاء السري والباطني على الرجاء في الأمور العادية التي تحت استطاعة بعض الناس، فيقول: فكما نحن لا نرد طلب الوجهاء عندنا إجلالا لهم واحتراما لمنـزلتهم الرفيعة عندنا؛ كذلك هو تعالى لا يرد طلب الوجيه عنده إلا لحكمة هو يعلمها، وإن اختلف المقتضى للإجابة عندنا وعنده تعالى( )[16].
وبعضهم يقولون: ((من يستمد منه في حياته يستمد منه بعد وفاته، قال أحد المشائخ: رأيت أربعة من المشائخ يتصرفون في القبور كما كانوا يتصرفون في حياتهم أو أقوى من ذلك، قال قوم: إمداد الحي أقوى من الأموات، وأقول: إمداد الميت أقوى، وللأولياء تصرف في هذه الأكوان، وهذا ليس إلا لأرواحهم، والأرواح باقية)) ( )[17].
هذه جملة من النقولات التي تشجع العوام والخواص على الرجاء من غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وهذا غيض من فيض، من الجهود التي يبذلها بعض المنحرفين في تضليل العوام، بل والخواص، وأن يتعلقوا بغير الله، وأن يرجوا منه ما لا يرجى إلا من الله ، وسيأتي الكلام عن بعض منها في مبحث الاستغاثة والاستعانة إن شاء الله؛ لأن من كان يرجو أحداً يطلب الاستعانة منه، وبه يستغيث.

موقف الإسلام من الانحراف الثاني: وهو الرجاء السري من دون الله.
لا يجوز الرجاء من غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى وحده، لأن من رجا مخلوقا أو تعلق به؛ انصرف قلبه عن العبودية لله، وذلّ لغيره، وصار عبدا له بقدر ما قام في قلبه من التعلق والرجاء؛ فأشرك مع الله غيره، والله تعالى لا يغفر الشرك إلا بالتوبة، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ( )[18].
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( )[19] فالرجاء من عبودية القلب التي لا تصلح إلا لله تعالى.
((وعلى المسلم الناصح لنفسه أن يقوي رجاءه في الله, وأن كل ما يرجوه الإنسان في حياته الدنيا والأخرى، إنما هو بيد الله ولا يمكن أن يتحقق إلا بإذنه تعالى وقضائه وقدره.
والولي أو الرجل الصالح مهما علا مقامه عند الناس فهو عبد ذليل لله لم يصل إلى مقامه في الولاية –إن صحت ولايته- إلا بتحقيقه للعبودية الصادقة لله وبُعْده عن الإشراك به، وهو في حاجة دائمة مستمرة إلى الله مولاه كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( )[20].
فكل مخلوق محتاج إلى الله في كل شيء، والله لا يحتاج إلى أحد في شيء، ولا المخلوق يملك للمخلوق شيئا من النفع والضر إلا بإذن الله)) ( )[21].
وقد قال الله تعالى لرسوله الكريم الذي هو في أعلى منازل العبودية، ولم يصل أحد إلى الولاية، إلا بالاقتداء بهديه، والاقتفاء لأثره: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ? وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوء ( )[22].
وقال تعالى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ? لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ? إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُون ( )[23].
وقال تعالى: ? قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ( )[24].
فرسول الله  لا يملك في حياته لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، فكيف يملك لنفسه بعد وفاته، ثم هو  كيف يملك لغيره في حياته نفعا أو ضرّا، وأخيرا كيف يملك لغيره نفعا أو دفع ضرٍ بعد وفاته .
والاعتقاد أنه  ينفع أو يضر في حياته في غير ما أقدره الله عليه من عمل البشر أو اعتقاد أنه يملك شيئا من ذلك بعد مماته، مخالف لما جاء به  من الدين القويم، بل هذا الاعتقاد كما هو مخالف لنص القرآن الكريم، مخالف لأقواله  الصريحة في هذا المجال حيث قال لأقرب الناس إليه : ((يا بني عبد مناف! لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنْكَ من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله  !لا أغني عنْكِ من الله شيئا، ويا فاطمةُ بنتَ محمدٍ  !سليني ما شئْتِ من مالي لا أغني عنْكِ من الله شيئا)) ( )[25]. فهذا حال رسول الله مع أقربائه وأهل بيته، فكيف بحاله مع غير قومه وأهل بيته؟!.
وإذا كان الرسول  لا يستطيع أن ينفع أحدا أو يضره إلا بإذن الله فكيف ينفع غيره أحدا أو يضره من دون الله كلا وحاشا.وقد قال الله تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( )[26].
وقال تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ? يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ? وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ? ( )[27].
وقال تعالى:      ( )[28] ومن ضره أنه سيلاقي جزاء إشراكه مع الله .
فهذه الأدلة الصحيحة الصريحة، تدل دلالة واضحة على عدم جواز الرجاء من غير الله وأنه لا يستطيع أحد أن يضرّ أحداً أو ينفعه أو يحل مشاكله.
وأما ما ذكر من الروايات فرواية ((إذا أعيتكم الأمور...))
قال الألوسي -رحمه الله-: وهو حديث مفترى على رسول الله بإجماع العارفين بحديثه، ولم يروه أحد من العلماء، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتبرة( )[29].
وقال ابن تيمية -رحمه الله-: (( إنما هذا وضع من فتح باب الشرك)) ( )[30].
وما نُسِبَ إلى الجيلاني -رحمه الله- فلا يثبت عنه لعدم السند، ولا يقول به من هو أقل علما فضلا عن الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي قال: ((طِرْ إلى الله  بجناحي الكتاب والسنة، وادخل يدك في يد الرسول  ))( )[31] فكيف يقول للناس: إن من استغاث بي في كربة كُشِفَتْ عنه، ومن ناداني باسمي في شدة فُرِجَتْ.
ونص الكتاب                    ( )[32].
ولو ثبت لا يصح الاستدلال به لأنه مخالف لنص القرآن الكريم الصريح في عدم جواز ذلك، ولأن فيه استغاثة بغير الله، ونداء المخلوق الغائب باسمه في كشف الضر، وهو حرام بنص قول الله تعالى:  •            •    •   ( )[32].
وأما القياس: أن من يستمد منه في حياته يستمد منه بعد وفاته...
ففيه مساوات بين الأحياء والأموات، وقد قال تعالى:        ( )[34].
وهذا القياس باطل عقلا كذلك لأنه يجوز أن يطلب أحد قضاء الحاجة من الكافر الحي كالذمي، والخادم الكافر ونحو ذلك فيما يستطيع أن يقضيه كإحضار الطعام والماء للشرب والوضوء ونحوها- وثبت أن النبي  استعار سلاحا من صفوان بن أمية( )[35] في غزوة حنين وهو مشرك ( )[36]، -ولا يجوز ذلك من الميت الكافر اتفاقا فكيف يصح القول: من يستمد منه في حياته يستمد منه بعد مماته ((فمن سوى بين الحي والميت بقوله: يطلب من الميت ما يطلب من الحي، فقد سوى بين ما فرق الله والناس بينهما))( )[37] قال الله تعالى:        ( )[38].
d]]وخلاصة الكلام:[/b]
1- الاعتقاد: بأن الأولياء-أمواتا وأحياء-ينصرون أولياءهم ويدمرون أعداءهم، اعتقاد فاسد لا أساس له، بل هو مخالف لنص القرآن الكريم.
2- ما يروُونه من الروايات في رجاء الخير أو الاستعانة من غير الله في الأمور الغيبية روايات ضعيفة، بل موضوعة ومخالفة للنصوص الصحيحة لا يصح الاستدلال بها ألبتة.
3- ما نُسب من الأبيات والأشعار إلى أصحابها، فإن كانوا من أهل الصلاح والتقوى فلا تصح نسبة تلك الأشعار إليهم، ولو صحت نسبتها إليهم؛ فالمعتقد لا يؤخذ من كلام الناس وأشعارهم بل يؤخذ من القرآن الكريم والسنة الصحيحة. ونقول فيهم كما قال ابن القيم -رحمه الله-: (( الحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم  فمأخوذ من قوله ومتروك...))( )[39].وكلامهم يُعرض على النصوص فإن وافقها أُخِذَ به، وإلا فيردّ، إذ كل أحد يؤخذ من قوله ويرد، إلا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا عبرة للرأي بعد ورود النص( )[40].
4- القصص المروية في الترغيب في الرجاء من المخلوق- قصص لا تثبت سندا، ولذا تروى بصيغة التمريض، ولو صحت سندا لا يصح الاستدلال بها؛ لأنها مخالفة لنصوص القرآن والسنة المانعة من رجاء ونداء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.
5- لا يصح قياس الرجاء السري على الرجاء في أمور الدنيا التي تحت قدرة الناس، وذلك لأن قياس أحدهما على الآخر قياس مع الفارق فأمور الدنيا العادية في مقدور الناس والأمور غير العادية ككشف الضر، وإعطاء الولد، والغنى والأمن من الخوف وغيرها من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله.
6- قول من قالSad( من يستمد في حياته يستمد بعد وفاته قياس مع الفارق، لأن الحي يستطيع أن يمد أحدا إن كان في مقدوره، والميت ليس في مقدوره شيء فكيف يمد غيره بعد مماته، وقد قال النبي  : ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلاّ من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))( )[41].
7- التصرف في الكون يختص بالله وحده لا شريك له، واعتقاد تصرف الأولياء في قبورهم، كلام لا يقرّه الشرع، ويرده قوله تعالى:            ( )[42].وغيره من دلائل توحيد الربوبية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش:
( )[1] الدر النظيم لنادرشاه ص: 47، وزيارة القبور لبادشاه گل ص:20.
( )[2] الدر النظيم لنادرشاه ص: 47 محيلا إلى الصاوي1/64، البصائر لمنكري التوسل بأهل المقابر للداجوي ص:16، تسهيل البصائر لكفاية الله الداجوي ص: 28.وتفسير المظهري1/170.
( )[3] نقله الداجوي في البصائر لمنكري التوسل بأهل المقابر ص: 49 وقال: قيل ليس بحديث كما توهم، إذا تحيـرتم في الأمور فاستعينوا من أصحاب القبور أي النفوس الفاضلة، فعُلم أن المفسر[الألوسي]إنما ذكر الرد على كونه حديثا، لا على نفس مضمونه، وإلا لما ذكره في مقام التأييد. ولكن نقله هذا معارِضٌ لِما ينقله في ص:44 عن المفسر الألوسي نفسه فقد صرح بعد هذا الكلام بقوله: ((وكل ذلك بعيد عن الحق)) روح المعاني له6/183عند تفسير الآية(35) من سورة المائدة. فلا يصح دعواه أن المفسر-رحمه الله- لم يردّ على نفس المضمون.
( )[4] الوسيلة لسيد همايون رشيد ص: 44،((دخداۓ نيازبين)) لفقير محمد عباس قادريه ص: 57.
( )[5] المهيض: المنكسر من العظم بعد أن جُبِر، أو بعد أن تكاد تجبر.لسان العرب لابن منظور9/181.
( )[6] مفاتيح الجنان للقمي ص: 185.
( )[7] أنوار الإيمان لحافظ مطيع الله ص:762 والبيت من قصيدة البردة للبوصيري. ينظر: القصيدة ضمن دلائل الخيرات ص: 261، وبعض كبار صوفية يوصون بقراءة قصيدة البردة، وأن يجعل مريديه وردا لهم. ينظر: أنوار الإيمان لمطيع الله ص: 674.
( )[8] أنوار الإيمان لحافظ مطيع الله ص: 763 والوسيلة لسيد همايون ص: 54 كلاهما أحالا إلى حاجي إمداد الله المهاجر المكي الديوبندي ((كليات إمدادية)) ص:4 .
( )[9] الوسيلة لسيد همايون ص54، أنوار الإيمان لحافظ مطيع الله ص: 763 كلاهما ينقلان عن كتاب ((قصائد قاسم النانوتوي الديوبندي)) ص: 8.
( )[10] البصائر لمنكري التوسل بأهل المقابر للداجوي ص: 60 محيلا إلى روح البيان ص90.
( )[11] مفاتيح الجنان لعباس القمي ص: 376.
( )[12] هذا اللقب يطلقونه على الشيخ عبد القادر الجيلاني اعتقادا منهم، أن الشيخ هو أكبر من يغيث الناس في الشدائد والمكاره، ومنهم من يلقبونه بغوث الثقلين، اعتقادا منهم أنه يغيث الجن والإنس في المشاكل والكروبات. ينظر هذا المعنى والمعتقد في كتاب: ((دخداى نيازبين)) لفقير محمد عباس قادرية ص: 33، 34، 57.وقال د.شمس الدين الأفغاني -رحمه الله- تعتقد فيه عامة القبورية، ولاسيما الديوبندية والبريلوية: أنه الغوث الأعظم، وغوث الثقلين، والغوث، وغوث الأقطاب، وغيث الكونين، والقطب الرباني، وينظر: جهود علماء الحنفية لشمس الدين الأفغاني2/727وما بعدها.
( )[13] ((دخداۓ نيازبين)) لفقير محمد عباس قادرية ص: 59. وبين القوسين كلام فقير محمد عباس قادرية مؤلف الكتاب.
( )[13] الحلاج: هو الحسين بن منصور بن محمي الحلاج أبو مغيث، ويقال أبو عبد الله كان جده مجوسيا اسمه محمي من أهل فارس من بلدة يقال لها البيضاء، ونشأ بواسط، والصوفية مختلفون فيه فأكثرهم نفوا أن يكون الحلاج منهم وأن يُعَدَّ فيهم، وقَبِلَه بعض متقدميهم، دخل على الحلاج الحلول والاتحاد فصار من أهل الانحلال والانحراف، واتفق علماء بغداد على كفره وزندقته، وأجمعوا على قتله، وفي السنة التاسعة وثلاثمائة كان مقتل الحسين بن منصور الحلاج بأمر الوزير حامد بن العباس في زمن المقتدر. ولابن كثير -رحمه الله- كلام جميل فيه. ينظر: البداية والنهاية له11/132، تاريخ بغداد8/132، الكامل في التاريخ لابن الأثير 6/168، وسير أعلام النبلاء للذهبي 4/313، وفيات الأعيان لابن خلكان2/140.
( )[15] يقول هذا الكلام فقير محمد عباس قادرية في كتابه((دخداۓ نيازبين)) ص: 51.
( )[16] غوث العباد للحمامي الملحق بالبصائر لمنكري التوسل بأهل المقابر للداجوي ص: 270.
( )[17] الوسيلة لسيد همايون ص: 59-60.محيلا إلى أشعة اللمعات لعبد الحق الديوبندي باب زيارة القبور
( )[18] سورة النساء(48).
( )[19] سورة يونس(7-Cool.
( )[20] سورة فاطر(15).
( )[21] تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي لمحمد أحمد لوح2/199-200.
( )[22] سورة الأعراف (188).
( )[23] سورة يونس (49).
( )[24] سورة الجن (21).
( )[25] صحيح البخاري مع الفتح كتاب التفسير باب وأنذر عشيرتك الأقربين8/637 (ح4771).صحيح مسلم مع شرحه للنووي 3/76(ح503).
( )[26] سورة الأنعام(17).
( )[27] سورة يونس(106-107).
( )[28] سورة الحج(13).
( )[29] روح المعاني للألوسي4/187عند تفسير آية(35) من سورة المائدة، وينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية:1/356.
( )[30] مجموع فتاوى ابن تيمية11/293.
( )[31] حقائق عن التصوف لعبد القادر عيسى ص: 389 محيلا إلى الفتح الرباني للشيخ الجيلاني29.
( )[32] سورة الأنعام(17).
( )[33] سورة النمل(62).
( )[34] سورة فاطر(22).
( )[35] صفوان بن أمية: هو أبو وهب صفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي القرشي المكي صحابي فصيح، كان من أشراف قريش في الجاهلية، أسلم بعد عزوة حنين وكان من المؤلفة القلوب ومات بمكة سنة41هـ. ينظر: الإصابة لابن حجر2/246(4068)، تهذيب التهذيب لابن حجر4/424رقم الترجمة(3038)، الأعلام للزركلي3/205.
( )[36] الإصابة لابن حجر2/246 رقم(4068) في ترجمة صفوان بن أمية ترجمة.
( )[37] دعاوى المناوئين...لعبد العزيز آل عبد اللطيف ص: 275.
( )[38] سورة فاطر(22).
( )[39] مدارج السالكين لابن القيم2/38.
( )[40] فتح المجيد لآل الشيخ ص: 362، 366.
( )[41] صحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب الوصية باب ما يلحق الإنسان من الثواب11/86(ح4199).
( )[42] سورة الأعراف(54).
انظر موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة، تأليف عبد الزراق بن محمد بشر بشرزئي (ج1ص:271-287.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
??? ???
زائر




الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله.   الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله. Icon_minitimeالأربعاء 06 مارس 2013, 2:19 pm

اللهم جنبنا الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن،
اللهم جنبنا بفضلك من أن نشكرك بك ونحن نعلم
واغفرلنا ما لا نعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الانحراف الثاني: الرجاء السري من دون الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معنى الرجاء، وأنواعه.
» المطلب الثالث: أنواع الرجاء.
» الانحراف الثاني
» الانحراف الثاني: عدم التفريق بين الخوف الطبيعي وخوف السر.
» موقف الإسلام من الانحراف الثاني: وهو السقوط والانحناء إلى رجلي الإنسان أدبا.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى السعادتين :: منتدى العلوم الاسلامية :: العقيدة الإسلامية :: موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة :: الباب الاول من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة-
انتقل الى: