جهود بعض رجال السياسة والمؤسسات في ترويج الانحرافات

الفرع التاسع عشر: جهود بعض رجال السياسة والمؤسسات في ترويج الانحرافات.
إن حكومة أيّة دولة تستطيع بما أعطاها الله  من سلطة وقوة وهيبة، أن تصلح كثيراً من الانحرافات العقدية وغيرها، ولكنها باستعمال هذه القوة والهيبة، قد تدعو إلى البدع والمخالفات العقدية وغيرها، والتاريخ شاهد على هذا، كان في القرون السابقة (كثير من الملوك والحكام يلجئون إلى عمارة الأضرحة، والإنفاق عليها، ليس إيمانا بها بقدر ما كان إرضاءاً لمشاعر الناس، ومحاولة كسب ولائهم، والعمل على إلهائهم بتلك الأضرحة التي تعبد من دون الله ، واطمئناناً على الأقل من ثوراتهم وتمردهم)( )[1].
ومن أمثلة جهود بعض رجال السياسة في إشاعة الانحرافات، ما يقوم به بعض رجال السياسة من المشاركات في بدعة الاحتفال بمولد النبوي، أو تأييدها ماديا أو معنويا، رسميا أحيانا وغير رسمي في حين آخر، وكذلك ما يقوم به بعض رجال السياسة من تعمير الأضرحة على المقابر، والمشاركات في الأعراس التي تقام على المشاهد، أو بذل الأموال في بناء القباب عليها من أموال الدولة أو أمواله الخاصة.
ومن الأمثلة لذلك منع الغناء والموسيقى في الإذاعات والتلفاز، وإغلاق السينما، أو إنزال صورها التي رفعوها للدعاية، خاصة في الأيام العشر الأولى من شهر المحرم دون غيرها من أيام السنة؛ وذلك للمشاركة في المأتم الرافضي الذي تقيمه الرافضة بسبب استشهاد الحسينِ  وغيرِه من أهل البيت في كربلاء( )[2].
إن منع الأغاني في الإذاعة والتلفاز وإغلاق السينما، وإنزال صورها من الواجهة، من الأمور الحسنة التي يُمْدَحُ فاعلها؛ لكن ارتباطها بعادة غيرِ شرعيَّةٍ لا يمدح فاعلها؛ لأنه ما قصد بإزالتها ترك المخالفة، وإنما قصد المشاركة في البدعة؛ ولأن ذلك يشجع عوام المسلمين للمشاركة في تلك الرسومات، والطقوس غير الشرعية، بل سيعظِّمها في نفوسهم.
وكان الأولى أن يمنع الأغاني والموسيقى وغيرها، في جميع أيام السنة، أو على أقل التقدير في شهر رمضان المبارك، وأيام العيدين، والليالي العشر من ذي الحجة, وغيرها من الأوقات التي رغب الشرع في العبادة فيها كأيام البيض، والاثنين والخميس وغيرها.
وأما دور المؤسسات الإقليمية أو الدولية في نشر الانحرافات وتأييدها، فواضح جداً، ولا يخفى على أحد ما تبذل من الجهود في ذلك عن طريق فتح المدارس والمعاهد( )[3]، أو إقامة المسابقات التي تسميها الثقافية( )[4]، أو إرسال دعاة التنصير إلى القرى والمدن( )[5]، أو إرسال الكتب التي تدعو أو تؤيد الانحرافات العقدية وغير العقدية( )[6].
وهذه أمثلة من دعم بعض رجال السياسة للانحرافات بأشكالها المختلفة، ونماذج من جهود بعض المؤسسات في تشجيع وإحياء الانحرافات عن الدين الصحيح والمنهج القويم، أقتصر بهذا القدر خشية الإطالة، وإلا فما يقومون بها من أعمال وجهود تجاه نشر وتأييد الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة أكثر وأكثر!!!فالله المستعان.

الهوامش:

( ) [1]الانحرافات العقدية والعلمية لعلي الزهراني1/298.
( )[2] كربلاء: هو موضع قريب من الكوفة أستشهد فيه الحسين . يُنظر: معجم البلدان 4/445.
( )[3] ومثال ذلك: ما يقوم به إسماعيليون (آغاخانيـيون) من فتح المدارس والمعاهد في منطقة(گلگت وبلتستان) وما جاورهما من البلاد.
( ) [4]ومثال ذلك ما يقوم به الملحق الثقافي الإيراني في إقليم سرحد وغيرها من المسابقات وندوات وبرامج التي يسميها الترفيهية، والثقافية وغيرها.
( )[3] ومثال ذلك ما ترسله المؤسسات الغربية باسم معلمي محو الأمية بين الرجال والنساء، أو رعاة الصحة من الأطباء، أو غير ذلك بأسماء مختلفة.
( ) [6]ومثال ذلك: ما يقوم بها النصارى من إرسال نسخ من كتابهم المسمى بـ(الكتاب المقدس)وغيرها من الكتب التي تدعو إلى النصرانية وما أكثرها!!!، وكذلك ما ترسله بعض المؤسسات المؤيدة للبدع من تركيا كمؤسسة((وقف الإخلاص)) فهي تبنَّتْ طباعة ونشر كثير من الكتب التي تسبب الانحرافات العقدية.
الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:142-144).