أقسام الشرك، ومثال كل قسم منها.
قسّم العلماء الشرك بتقسيمات عديدة:
فمنهم من قسم الشرك إلى أكبر وأصغر، واكتفى بذلك.
ومنهم من قسم الشرك إلى أكبر وأصغر، ثم قسم الأصغر إلى جلي وخفيّ.
ومن العلماء من قسم الشرك إلى ثلاثة أقسام، وقسم كل قسم منها إلى أقسام أخرى.
وهذه التقسيمات التي ذكرها العلماء إنما هي باعتبارات مختلفة، فهي إما باعتبار أقسام التوحيد، أو باعتبار اعتقاد المشرك وفعله، أو باعتبار الخفاء والظهور، أو باعتبار إخراج الشرك مرتكِبَه من الإسلام وعدمه، ومن العلماء من نظر إلى بعض الآيات فقسم الشرك باعتبارها, وإن كانت تلك الأقسام يندرج كلها تحت قسم واحد( ) [1]ومن العلماء من ذكر أصناف القسم الواحد وسماها بأسماء مستقلة( )[2]، وهي تندرج كلها تحت نوع واحد من أقسام التوحيد.
وعلاقة كل قسم مع الأقسام الأخرى ليست علاقة التباين؛ لأن أقسام أحد الاعتبارات ليست قسيم الاعتبارات الأخرى، فقد يشتركان أو يختلفان.
أولا: أقسام الشرك باعتبار إخراجه مرتكبه من الملة وعدم إخراجه
ينقسم الشرك باعتبار إخراج مرتكبه من الإسلام وعدم إخراجه إلى قسمين:
1- الشرك الأكبر.
2- الشرك الأصغر.
والشرك الأكبر قد عرّفه العلماء بتعريفات عديدة منها ما يلي:
1- إضافة غير الله تعالى إليه في الربوبية، وفي الألوهية، وفي الأسماء والصفات( )[3].
2- كل شرك أطلقه الشارع وكان متضمنا لخروج الإنسان عن دينه( )[4].
3- هو دعوة غير الله، والالتجاء إليهم، والاستغاثة بهم لكشف الشدائد أو جلب الفوائد( )[5].
4- هو أن يصرف العبد نوعا أو فردا من أفراد العبادة لغير الله( ) [6].
والشرك الأصغر أيضا عرفه العلماء بتعريفات متعددة، منها:
1- جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك( )[7].
2- مساواة غير الله بالله في هيئة الفعل وأقوال اللسان( )[8].
3- كل ما أطلق عليه الشرع وصف الشرك، لكنه لا يخرج من الملة( )[9].
4- هو كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات، والأقوال، والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة( )[10].
5- هو مراعاة غير الله معه في بعض الأمور( ) [11].
6- هو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة( )[12].
فهذه التعريفات تشمل الشرك في الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، وإن كان أكثر وجودها في الألوهية لكن كل من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات يطرؤها الشرك الأكبر والأصغر والجلي والخفي.
فالشرك الأكبر الجلي في الربوبية: أن يقرّ الشخص أن لله شريكا في ملكه يتصرف في هذا الكون أو أن له صفات الربوبية من الخلق والرزق والتدبير والملك ونحوه كما زعمت غلاة المتصوفة والرافضة( )[13].
والشرك الأكبر الخفي في الربوبية: أن يخاف الرجل من غير الله عز وجل ومن دون الأسباب؛ كمن يخاف أصحاب القبور من إلحاق الضرر أو يرجوه دفع المفسدة.
والشرك الأكبر الجلي في الألوهية: كمن يدعو وليا أو نبيا بعد موته لكشف ضر مسه.
والشرك الأكبر الخفي في الألوهية :أن يحب غير الله عز وجل كمحبة الله أو أشد حبا.
والشرك الأكبر الجلي في الأسماء والصفات: أن يثبت لغير الله من الأسماء والصفات ما يستحقه الله سبحانه وحده كتسمية بعض الأصنام بأسماء الله تعالى.
والشرك الأكبر الخفي في الأسماء والصفات: أن يعتقد الرجل لله مثيلا وشبيها في الأسماء والصفات كمن يعتقد أن الكهان والعرافين يعلمون الغيب ويخبرون بأمور مستقبلية.
وأما الشرك الأصغر الجلي في الربوبية: هو أن يقرّ الرجل أن لبس الخيط والحلقة أو الخرز سبب في دفع البلاء, وإن أقرّ أنها تدفع البلاء بنفسها فيتحول إلى الشرك الأكبر.
والشرك الأصغر الخفي في الربوبية: أن يعتقد الرجل أن الشيء المتبرك به سبب في النفع، وتتحول إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد أنه ينفع بذاته.
والشرك الأصغر الجلي في الألوهية: أن يقول الرجل أنا متوكل على الله وعليك, والحلف بغير الله، وهذا إذا كان مما يجري على الألسن مما اعتاد الناس عليه، وإن كان القسم بغير الله من أجل تعظيم ذلك الغير كتعظيم الله أو أكثر منه فهو شرك أكبر.
والشرك الأصغر الخفي في الألوهية: كيسير الرياء وإن استحكم الرياء وكان هو الداعي للعمل فهو من الشرك الأكبر الخفي كإيمان المنافقين وعباداتهم.
والشرك الأصغر الجلي في الأسماء والصفات: كقول القائل ما شاء الله وشئت والصواب أن يقال ما شاء الله وحده.
الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر
ذكر العلماء عدة فروق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر منها ما يلي :
1- الشرك الأكبر محبط لجميع الأعمال, والشرك الأصغر لا يحبط إلا العمل الذي قارنه أو أُشرك فيه مع الله تعالى غيره.
2- الشرك الأكبر ينقض التوحيد، والشرك الأصغر لا ينقض التوحيد بل ينافي كماله( )[14].
3- أن صاحب الشرك الأكبر خالد مخلد في النار, وصاحب الشرك الأصغر لا يخلد فيها.
4- الشرك الأكبر مخرج من الملة، والشرك الأصغر لا يخرج من الملة( ) [15].
5- الشرك الأكبر يوجب البراءة من صاحبه، والشرك الأصغر لا يمنع الموالاة بل يعادى صاحبه بقدر ما فيه من العصيان ويوالى بقدر ما فيه من الإيمان .
6- الشرك الأكبر مبيح للدم والمال، والشرك الأصغر لا يبيحهما ( )[16].
ثانيا: أقسام الشرك باعتبار أقسام التوحيد.
ينقسم الشرك باعتبار أقسام التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وكل منها قد يكون أكبر وأصغر، وقد يكون أكبر بالنسبة إلى ما هو أصغر منه، وقد يكون أصغر بالنسبة لما هو أكبر منه( )[17].
وأقسام الشرك باعتبار أقسام التوحيد هي:
1- الشرك في الربوبية .
2- الشرك في الألوهية .
3- الشرك في الأسماء والصفات .
الأول: الشرك في الربوبية
الشرك في الربوبية على نوعين :سلبي، وإيجابي.
أ :الشرك السلبي في الربوبية :كشرك الشيوعين؛ لأنهم ينفون وجود الله أصلاً، ويقولون لا إله والحياة مادة. ومثال الأصغر منه قول من يقول إن الله لم يخلق أفعال العباد.
ب:الشرك الإيجابي في الربوبية: هو إضافة معبود آخر مع الله عز وجل في ذاته، كشرك المجوس فإنهم يؤمنون بوجود إلهين اثنين .ومثال الأصغر منه كقول القائل: مطرنا بنوء كذا وكذا وقول القدرية والإمامية الاثني عشرية أن العباد يخلقون أفعالهم.
الثاني: الشرك في الألوهية
الشرك في الألوهية على نوعين: سلبي، وإيجابي.
أ : الشرك في الألوهية الإيجابي: هو إضافة غير الله مع الله في العبادة، ويدخل فيه عمل القلب، وعمل اللسان، وعمل الجوارح.
مثال الشرك القلبي: كالشرك في الإرادة، والمحبة، والتوكل ونحوها.
مثال الشرك اللساني: كدعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من حاضر أو غائب، ودعاء الأموات من نبي أو ولي، أو صالح.
مثال الشرك الجوارح : كالركوع ، والسجود، والقيام ،والذبح وغير ذلك إذا لم تكن خالصة لله عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: ١٦٢ – ١٦٣].
ومثال الشرك الأصغر في هذا كقول القائل :ما شاء الله وشئت، ولولا أنت لهلكت، ولو لا الكلبة لسرق السراق....
ب: الشرك في الألوهية السلبي: كشرك الدهرية ( ) وذلك بتركهم عبادة الله مطلقا قال الله تعالى: وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [الجاثية: ٢٤]( )[19].
الثالث : الشرك في الأسماء والصفات
والشرك في الأسماء والصفات على نوعين :سلبي وإيجابي.
أ :الشرك السلبي في الأسماء والصفات له صورتان: شرك سلبي كلي: وذلك بنفي أسماء الله تعالى وصفاته جملة وتفصيلا بحجة الخوف من الوقوع في التجسيم كقول الجهمية.
1- شرك سلبي جزئي: وذلك بإثبات الأسماء دون الصفات، بحجة أن إثبات الصفات يفـضي إلى الـتجسيد والتجسيم كالمعتزلة.
ب :الشرك الإيجابي وله صورتان:
1- شرك إيجابي كلي :وهو إثبات الصفات لله تعالى؛ ولكن على نحو ما هي ثابتة للمخلوق، وله صورتان:
أ- تشبيه الخالق بالمخلوق، كما فعل قدماء الإمامية والكرامية( ) [20]الذين قالوا صفات الله كصفات المخلوقين.
ب- تشبيه المخلوق بالخالق، كما فعل النصارى؛ حيث شبهوا عيسى وروح القدس بالله .
2- شرك إيجابي جزئي: وذلك بإثبات البعض من الصفات ونفي البعض الآخر, كفعل بعض أهل الكلام( )[21].
ثالثا: أقسام الشرك باعتبار الظهور والخفاء.
ينقسم الشرك باعتبار الظهور والخفاء إلى:
الشرك الجلي والشرك الخفي، والشرك الجلي هو: ما كان جلياً ظاهرا كدعاء الأموات, والاستغاثة بالأموات والنذر لهم ونحو ذلك( ) [22].
والشرك الخفي ما كان في القلب مثل الرياء( ) [23].
وقد جعل بعض العلماء هذين القسمين من أقسام الشرك الأصغر فقالوا:
الشرك الأصغر على قسمين:
1- شرك ظاهر.
2- شرك خفي.
أما الشرك الظاهر وهو ألفاظ وأفعال.
أما الألفاظ: كالحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت .
وأما الأفعال: فمثل لبس الخيط لرفع البلاء ودفعه، ومثل تعليق التمائم خوفا من العين وغيرها، إذا اعتقد أن هذا أسباب لرفع البلاء ودفعه فهذا شرك أصغر؛ لأن الله تعالى لم يجعل هذه أسبابا، وإن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر؛ لأنه تعلق بغير الله( ) [24].
أما الشرك الخفي وهو إرادات ونيات.
أما مثال الإرادات والنيات: كالرياء والسمعة .
كأن يعمل عملا مما يتقرب به إلى الله، فيريد به ثناء الناس عليه كأن يحسن صلاته أو يتصدق أمام الناس لأجل أن يُمدح ويُثنى عليه.
ولكن يـبدو والله أعلم:
أن كل نوع من هذين النوعين -الجلي والخفي- أكبر وأصغر، فالشرك الخفي ليس قسما من الشرك الأصغر بل الشرك الخفي قد يكون شركا أكبر، كاعتقاد المنافقين؛ فإنهم يراءون بأعمالهم الظاهرة، وكفرهم خفي لم يظهروه، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا} [النساء: ١٤٢].
وقد يكون الشرك الخفي شركا أصغرا كالذي يقصد بــتحسين قراءته أو صلاته أو صدقته أو ما أشبه ذلك ثناء الناس ؛ فهذا شرك خفي لكنه شرك أصغر( ) [25].
فالرياء – الشرك الخفي – الذي يكون في الأعمال قد يكون شركا أصغر، وذلك إذا كان يسيرا ولم يستحكم أو لم يكن الباعث الأساسي على العمل .
وأما إذا كان الرياء كثيرة ومستحكمة، أو كان باعثا أساسيا على العمل، ولم يكن مرضاة الله باعثا, فهو شرك أكبر مخرج من الملة, ومحبط للأعمال كلها.
بيان خطورة الشرك وقباحته.
إن للشرك خطورة كبيرة، وقباحة شنيعة؛ لأنه أظلم الظلم ، وأكبر الكبائر، ومحبط الأعمال، وقد حرم الله على صاحبه الجنة ومأواه النار و…و…
وسأبين هنا بعض تلك القبائح، مع ذكر الأدلة على خطورة الشرك بالله سبحانه:
1- إن الشرك أظلم الظلم قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: ١٣ ]، وقال تعالى : وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس: ١٠٦].
2- الشرك أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، قال النبي :«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالها ثلاثا، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين...»( )[26].
3- الشرك أول الموبقات السبع قال النبي :«اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال : الشرك بالله، والسحر...»( )[27].
4- أنه عمل الكفار، فهو كفر بالله العظيم قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1].
5- إن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء: ٤٨]، وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء: ١١٦ ].
6- إن الله حرم الجنة على المشرك كما حرم النار على من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه قال الله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة: ٧٢ ]، وقال : «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» ( )[28].
7- لا يبقى العمل الصالح مع الشرك قال الله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:١١٠].
8- الشرك يحبط الأعمال، قال الله : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر: ٦٥ ].وقال تعالى: ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: ٨٨ ].
9- المشرك حلال دمه وماله حتى يؤمن بالله وحده سبحانه، قال الله تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم[التوبة: ٥ ].
10- من أشرك بالله تعالى فكأنما سقط من السماء وخطفه الطيور، قال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: ٣١ ].
هذه بعض أضرار الشرك، وهناك الكثير غير ما ذكر، وكلها تدل على عظم خطر الشرك وقبحه، فمن أراد التوسع وزيادة المعلومات فليراجع كتب العلماء في الشرك والتحذير منه.
+++====++++====+++++++
الهوامش
( )[1] ذكر الشيخ مبارك الميلي للشرك أربعة أقسام، وهي: شرك الاحتياز، وشرك الشياع، وشرك الإعانة، وشرك الشفاعة، واستنبطها من آيتي سورة سبأ (22،23) وجلها تندرج تحت الشرك في الربوبية. يُنظر: رسالة الشرك ومظاهره لمبارك الميلي (ص:107).
( ) [2]ذكر الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس أربعا من أنواع الشرك الأكبر، وهي: 1- شرك الدعوة أو الدعاء. 2- شرك النية والإرادة والقصد. 3- شرك الطاعة. 4- شرك المحبة. وهذه كلها تندرج تحت الشرك في الألوهية. يُنظر: سبل الهدى والرشاد وبيان حقيقة توحيد رب العباد للخُميّس (ص:458).
( ) [3]أصول العقيدة الإسلامية لزكريا المصري (ص:103).
( )[4] منهج الإمام الشوكاني في العقيدة لعبد الله نومسوك(2/ 483).
( ) [5]معجم ألفاظ العقيدة (ص:227).
( )[6] القول السديد لابن سعدي(ص: 48).
( ) [6]المرجع السابق (ص:25).
( )[8] المفيد في مهمات التوحيد لشيخنا الدكتور عبد القادر عطا(ص:127) ناقلا عن المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين(2/ 27)، والإخلاص والشرك الأصغر لعبد العزيز العبد اللطيف (ص:30).
( ) [9]المراجع السابقة نفسها.
( )[10] المرجع السابق (ص: 48).
( ) [11] المفردات للراغب (ص:259) .
( ) [12]مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين ( 2/203).
( ) [13]جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح توحيد العبادة لأحمد الغنيمان (ص:524).
( )[14] يُنظر: المفيد في مهمات التوحيد لشيخنا الدكتور عبد القادر عطا(ص:127)
( ) [15]مصرع الشرك والخرافة لخالد محمد علي الحاج (ص:180 ،181).
( ) [16]سبل الهدى والرشاد للخميس(ص:461) .
( ) [17]منهج الإمام الشوكاني في العقيدة لعبد الله نومسوك (2/ 483) .
( )[18] الدهرية نسبة إلى الدهر لقولهم: وما يهلكنا إلى الدهر فإنهم ينفون الربوبية ويحيلون الأمر والنهي وينكرون جواز الرسالة، ويجعلون الطينية قديمة، ويجحدون العقاب، ولا يعرفون الحلال والحرام . عقائد الثلاث والسبعين فرقة (2/767).
( )[19] أصول العقيدة الإسلامية لزكريا المصري (ص:105) .
( ) [20]الكرامية : هم أصحاب محمد بن كرام، وقالوا : أن الإيمان هو القول باللسان دون المعرفة بالقلب وابن كرام دعا أتباعه إلى تجسيم معبوده، وزعم أنه جسم له حد ونهاية من تحته والجهة التي يلاقي عرشه. يُنظر: عقائد الثلاث والسبعين فرقة لأبي محمد اليمني (12/275) والفرق بين الفرق للبغدادي (ص:203 ).
( )[21] يُنظر: أصول العقيدة الإسلامية لزكريا المصري (ص:111).
( )[22] مجموع فتاوى ابن باز (1/47).
( )[23]كتاب التعريفات الاعتقادية لسعد آل الشيخ(ص:209) .
( )[24] يُنظر: سبل الهدى والرشاد للخميس (ص 460).
( )[25] يُنظر: مجموع فتاوى ابن باز (1/ 47)، وكتاب التعريفات الاعتقادية لسعد آل الشيخ(ص: 210) .
( ) [26]صحيح البخاري، كتاب الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور(ح2653)، ومسلم كتاب الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها(ح143).
( )[27] وراه البخاري في صحيحه كتاب الحدود، باب رمي المحصنات (ح6857)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها (ح145).
( )[28] رواه مسلم في صحيحه ،كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة (ح151) .
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.