الفرع السابع عشر: تعوّد بعض الناس على بعض الانحرافات يصعب إقلاعهم عنها.
إن من أسباب بعض الانحرافات تَعَوَّد بعض الناس على بدع يصعب عليهم تركها والإقلاع عنها، وذلك بسبب تقليد علماء السوء، والالتزام بعادات الآباء والأجداد، بحيث يُلام بين أفراد المجتمع الذي يعيش فيه إن ترك العادة، أو تقليد شيخ الطريقة أو نحو ذلك؛ فيلتزم بها خوفاً من العَار واللوم.
ومن أمثلة ذلك: ترك حيلة الإسقاط( )[1]بعد وفاة أحد من الأقرباء، أو صناعة مائدة الطعام في اليوم الأول أو الثالث من وفاة الميت للضيوف والعلماء ووجهاء القبيلة وغيرهم.
الفرع الثامن عشر: وسائل الإعلام الداخلية والخارجية.
إن الانحراف عن الصراط المستقيم قد يكون سببه وسائل الإعلام بصورها المختلفة، كالتلفاز، والإذاعة، والجرائد، والمجلات، والأفلام،والمسرحيات، وشبكة المعلومات العالمية(الإنترنت)وغيرها.
إن لهذه الوسائل دوراً عظيماً، وبارزاً في الانحرافات عموما، وفيما يتعلق بالعقيدة خصوصا، وفيما يتعلق منها بتوحيد العبادة بالأخص، وذلك من خلال ما يبثّه الإعلام بوسائله المختلفة من الأخبار الكاذبة، والأغاني الماجنة، والدعوة إلى التنصير، وتقديس الصليب، وتذكير الناس بالموالد، وإشاعة التنجيم والكهانة، ونشر عقائد القبورية، وغيرها من الانحرافات.
فإشاعة الفكر المنحرف والمسموم، وإذاعته عبر قنوات الإعلام ووسائله، من العناصر الهامة في نشر كثير من الانحرافات العقدية وغيرها.
ومن أمثلة ذلك: ما تنشره الجرائد، من الدعوة إلى الاعتماد والاعتقاد بالتنجيم والكهان، الذين يدّعون الإخبار عن أمور مستقبلية؛ فقد خصصت أكثر الجرائد بعض الصفحات، أو الأعمدة لهذا الأمر، وتكتب عن كل يوم من كل شهر، وبالأبراج المعروفة لديهم( )[2].
ومن الأمثلة لذلك: ما تنشره بعض الإذاعات من الدعوة إلى التنصير باللغات المحلية فضلا عن اللغات الرسمية، وهذا فضلا عما تبُثّه إذاعات الدول الكافرة، من الانحرافات الدينية من خلال مختلف برامجها اليومية, والأسبوعية، وغيرها.
ومن الأمثلة كذلك: ما تبثه بعض القنوات الفضائية، من الأذكار والأوراد الصوفية، والرقص الصوفي المصاحب بالموسيقى، ويتقرّب بها بعض الناس إلى الله .
والمواقع المختلفة للصوفية، والقبورية، وغيرها في الشبكة العالمية(الإنترنت)لا تخفى على الكثير، وهناك مواقع عديدة تدعو إلى التنصير باسم التبشير أو بأسماء أخرى؛ لينخدع بها المسلمون.
الهوامش:
( )[1] سيأتي التعريف بحيلة الإسقاط وبيان كيفية هذه الحيلة في فصل الذبح وتقديم القرابين ص:869،و 909.
( ) [2]والأبراج المعروفة لديهم هي: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، ودلو، والحوت.
الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:140-141).