الانحراف الثاني

الانحراف الثاني: الذبح أمام السيارة، وتلطيخ عجلاتها بدم الذبيحة.
إن من أقبح ما يفعله بعض الناس هو ذبح حيوان -وغالبا يكون دجاجة- أمام السيارة، أو المركبة التي حملت فيها العروسة إلى بيت زوجها، فيذبحون دجاجة أو نحوها من الحيوانات ثم يلطخون عجلات المركبة أو أي جزء منها بدم الذبيحة، باعتقاد أنهم إن لم يفعلوا سيصيبهم مكروه، كاصطدام السيارة، أو انقلابها، أو أي حادث مروري آخر. ولا يبالون بالحيوان المذبوح، سواء أخذه سائق المركبة، أو غيره.

موقف الإسلام من الانحراف الثاني: وهو الذبح أمام المركبة، وتلطيخ عجلاتها بدم الذبيحة.

ذبح الحيوان لا يكون إلا بقصد أكل لحمه أو التقرب إلى الله، وأما ما ذبح لغير هذين المقصدين، مثل الذبح أمام المركبة كالسيارة ونحوها، أو الذبح عند بناء البيت أو افتتاح محل تجاري، أو حفر الآبار ونحوها، اتقاء ضرر الجن والشياطين، فهذا أمر محرم شرعا.
وذلك لأن ذبح الطيور وغيرها للجن تقربا إليهم واتقاء شرهم، هو شرك أكبر، قال الله تعالى:••( )[1]، فالذبح أمام السيارة، وتلطيخ عجلاتها أو الجزء الأمامي أو الخلفي منها بدم الذبيحة-تقربا إلى الجن ليأمن الذابح شرهم- عمل محرم، ولحم هذا المذبوح حرام أكله؛ لأنه مما أهل به لغير الله ، وقد قال الله تعالى:••( )[2]، وهذا الذي يذبح للجن والشياطين تقربا إليهم مما أهل لغير الله به.
قال الشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله- في مثل هذا Sad

(إن كان المقصود من الذبيحة اتقاء الجن، أو مقصداً آخر يقصد به صاحب البيت أن هذا الذبح يحصل به كذا وكذا كسلامته، وسلامة ساكنيه فهذا لا يجوز؛ فهو من البدع، وإن كان للجن؛ فهو شرك أكبر لأنه عبادة لغير الله))( )[3].
وإن لم يكن مقصدهم ما قاله ابن باز -رحمه الله-بل مقصدهم بذبح الدجاجة أو غيرها من الطيور والحيوانات أداء شكر نِعَم الله عليهم، بأن منَّ عليهم بإتمام البناء، أو وصول العروسة إلى البيت فهذا لا بأس به، إلا أن تلطيخ جزء من المركبة بدم الذبيحة، يشعر أنهم لا يريدون أداء شكر النعمة، وإلا فما تعلق أداء الشكر بذبح الحيوان أمام المركبة وتلطيخ عجلاتها بدم الذبيحة، وهذا يشعر أن المقصد بهذا الذبح هو التقرب إلى الجن والشياطين، ليأمنوا شرهم، وهذا لا يجوز . هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أن صاحب المركبة هو الذي يطالب بذبح الحيوان أمام مركبته، لا صاحب البيت أو العروسة؛ فهذا أيضا يدل على أن الذبح ليس من أجل الشكر على نعمة وصول العروسة، بل صاحب المركبة يتقرب بها إلى الجن، حتى يأمن شرهم، ويخاف أن يصيبوه بمكروه إن لم يفعل ذلك.

الهوامش:
( )[1] سورة الأنعام (162-163).
( ) [2]سورة المائدة (3).
( ) [3]مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز 5/388.

انظر: كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج2 ص:863-864وص 887-889).

» الانحراف الثاني
» الانحراف الرابع
» الانحراف الخامس
» الانحراف السادس
» موقف الإسلام من الانحراف الثاني: وهو السقوط والانحناء إلى رجلي الإنسان أدبا.