بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
الإيمان به هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله، وهذه الشهادة وهذا الإيمان يتضمن أموراً عظيمة لابد من بيانها ومعرفتها والعمل بها:
1- الإيمان به وبرسالته، وأنه نبي مرسل من عند الله. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل } [النساء:136].
وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) رواه البخاري ومسلم. 2- تصديقه فيما أخبر؛ سواء كان شيئاً غيبياً أو شيئاً مشاهداً. قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } [النجم: 3-4].
3- طاعته فيما أمر: قال تعالى:{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر:7]. وقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } [النور: 63]. وقال تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [التغابن: 12].
4- تعظيم أمره صلى الله عليه وسلم وتقديم قوله على أي قول.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } [الحجرات: 1]. وقال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } [الأحزاب: 36]. 5- التحاكم إلى سنته وشريعته والتسليم لها: قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } [النساء: 65]. وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } [النساء: 59].
6- نشر سنته والدعوة إليها وإحياؤها:
قال صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّار ) متفق عليه.
وقال أيضا: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْه ) رواه الترمذي وأبوداود، وقال الترمذي: حديث حسن.
7- الاعتقاد بأنه خاتم الرسل:
قال تعالى: {ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } [الأحزاب: 40]. وقال صلى الله عليه وسلم: (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِم، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ) رواه مسلم. وقال أيضا: (إنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ) رواه أحمد و أبو داود. وقال أيضا: (أَنَا الْعَاقِبُ، والعاقب الَّذِي لَيْسَ بَعْده نَبِي ) رواه مسلم.
ومن اعتقد أنه سيبعث بعد نبي الله أحد فهو كافر مكذب بالكتاب وسنة رسول الله .
8- الإيمان بعموم رسالته فهي عامة للإنس والجن ولجميع الناس إلى آخر الزمان، قال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً } [سبأ: 28]. وقال : (وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري. فرسالته ليست خاصة بالعرب مثلاً، وليست خاصة بالبيض دون السود أو العكس؛ بل هي للناس كافة.
9- توقيره واحترامه: قال تعالى: {لتعزروه وتوقروه } [الفتح: 9]. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } [الحجرات: 2].
10- عدم الغلو فيه صلى الله عليه وسلم فوق منـزلته:
من الإيمان به عدم رفعه فوق المنـزلة التي أنزله الله تعالى، فهو سيد ولد آدم وأفضل البشر، ولكنه ليس بإله، ولا يدعى من دون الله، ولا يجوز إعطاؤه صفات الربوبية كالخلق والرزق، أو أن بيده تدبير الكون كما يزعم غلاة المتصوفة، الذين غلوا فيه وخالفوا وصية نبيهم : (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُوله ) رواه البخاري.
11- الصلاة والسلام عليه عند ذكره: قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً } [الأحزاب: 56]. وقال : (الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صلى الله عليه وسلم ) رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب. وقال أيضا: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صلى الله عليه بها عَشْراً ) رواه مسلم.