[center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الموضوع مأخوذ من (كتاب شرح أصول الإيمان) لمجموعة من العلماء نشر وزارة الشئون الإسلامية بالسعودية
تعريف الملائكة وأصل خلقتهم، وصفاتهم، وخصائصهم
تعريفهم:
الملائكة: جمع مَلَك. أخذ من (الأَلُوكِ) وهي: الرسالة.
وهم: خلق من مخلوقات الله، لهم أجسام نورانية لطيفـة قـادرة علـى التشكل والتمثل والتصور بالصور الكريمة، ولهم قوى عظيمة، وقدرة كبـيرة على التنقل، وهم خلق كثير لا يعلم عددهـم إلا الله، قـد اختـارهم الله واصطفاهم لعبادته والقيام بأمره، فلا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلـون مـا يؤمرون.
أصل خلقهم:
والمادة التي خلق الله منها الملائكة هي " النور ". فعن عائشـة رضـي الله عنها قالت: قال رسول الله {خلقت الملائكة من نور. وخلق الجان مـن مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكـم}( ) ( ) والمارج، هو: اللهب المختلـط بسواد النار.
صفاتهم:
قد تضمن الكتاب والسنة الكثير من النصوص المبينة صفـات الملائكـة وحقائقها فمن ذلك:
أنهم موصوفون بالقوة والشدة. كما قال تعالى: { •• } ( ) (التحريم: 6). وقال تعالى في وصف جـبريل عليه السلام: { } ( ) (النجم: 5). وقال في وصفه أيضا: { } ( ) (التكوير: 20).
وهم موصوفون بعظم الأجسام والخلق. ففي صحيح مسلم من حديـث عائشة رضي الله عنها وقد سألت النبي عن معنى قوله تعالى { } ( ) (التكوير: 23) فقال: {إنما هو جبريل لم أره على صورتـه الـتي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض} ( ) ( ) .
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: {رأى رسـول الله جبريل في صورته، وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق يسـقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم}( ) ( ) قال الحافـظ ابـن كـثير: إسناده جيد.
وروى أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسـول الله قال: {أُذن لي أن أحدِّث عن ملك من ملائكة الله من حملة العـرش إن ما بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة عام} ( ) ( ) قال الهيثمي في مجمـع الزوائد: رجاله رجال الصحيح.
ومن صفاتهم أنهم يتفاوتون في الخلق والمقدار فهم ليسوا علـى درجـة واحدة، فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من لـه أربعـة، ومنهم من له ستمائة جناح. قال تعالى: { • } ( ) (فاطر: 1).
ومن صفاتهم الحسن والجمال فهم على درجة عالية من ذلك. قال تعـالى في حق جبريل عليه السلام { }( ) (النجم: 5، 6) قال ابن عباس رضي الله عنهما ( ذو مرة: ذو منظر حسن) وقـال قتادة: (ذو خلق طويل حسن).
خصائصهم:
للملائكة عليهم السلام خصائص وصفات قد اختصهم الله تعـالى بهـا، وامتازوا بها عن الجن والإنس وسائر المخلوقات. فمنها:
أن مساكنهم في السماء وإنما يهبطون إلى الأرض تنفيذًا لأمر الله في الخلق وما أسند إليهم من تصريف شؤونهم. قال تعالى: { } ( ) (النحل: 2) وقال تعالى: { } ( ) (الزمر: 75). وعن أبي هريـرة قال: قال رسول الله {يتعاقبون فيكم ملائكة بـالليل، وملائكـة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكـم فيسألهم الله وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون: تركناهم وهـم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون} ( ) ( ) . والنصوص في هذا كثيرة جدًّا يصعـب حصرها هنا.
ومن خصائصهم أنهم لا يوصفون بالأنوثة، قال تعالى منكرا على الكفـار ذلك: { • } ( ) (الزخرف: 19). وقال تعـالى: { • } ( ) (النجم: 27).
ومن خصائصهم أنهم لا يعصون الله في شيء، قـال أيضـا { } ( ) (الأنبياء: 27).
ومن خصائصهم أيضا أنهم لا يفترون عن العبادة ولا يسأمون. قال تعالى: { • } ( ) (الأنبياء: 19، 20). وقال في آية أخـرى: { • } ( ) (فصلت: 38).
فهذه بعض خصائص الملائكة التي اختصهم الله بها دون الثقلين من الإنس والجن. وبالجملة فالملائكة جنس آخر، يتميزون في أصل خلقتهم وتكـوينـهم عن الإنس والجن. كـما أن لكل من الإنس والجن خصائصهما التي يتميز بها أحد الجنسين عن الآخر والله أعلم.
منـزلة الإيمان بهم:
الإيمان بالملائكة ركن من أركـان الإيمان في الدين الإسلامي، لا يتحقـق الإيمان إلا به.
قال تعالى { } ( ) (البقرة: 285)
وقال تعالى: { •} ( ) (البقرة: 177).
وقال: { • } ( ) (النسـاء: 136) فأطلق الكفر على من أنكر هذه الأركـان، ووصفه بالبعد في الضلال. فدل ذلك أن الإيمان بالملائكة ركن عظيم مـن أركان الإيمان وأن تركه مخرج من الملة.
الهوامش:
( ) مسلم الزهد والرقائق (2996) ، أحمد (6/153) .
( ) صحيح مسلم برقم (2996) .
( ) سورة التحريم آية : 6 .
( ) سورة النجم آية : 5 .
( ) سورة التكوير آية : 20 .
( ) سورة التكوير آية : 23 .
( ) البخاري بدء الخلق (3062) ، مسلم الإيمان (177) ، الترمذي تفسير القرآن (3068) ، أحمد (6/50) .
( ) صحيح مسلم برقم (177) .
( ) البخاري بدء الخلق (3060) ، مسلم الإيمان (174) ، الترمذي تفسير القرآن (3283) ، أحمد (1/395) .
( ) مسند الإمام أحمد : (1/ 395) ، (6/ 294) .
( ) أبو داود السنة (4727) .
( ) سنن أبي داود : (5/ 96) ، برقم (4727) .
( ) سورة فاطر آية : 1 .
( ) سورة النجم آية : 5 ، 6 .
( ) سورة النحل آية : 2 .
( ) سورة الزمر آية : 75 .
( ) البخاري مواقيت الصلاة (530) ، مسلم المساجد ومواضع الصلاة (632) ، النسائي الصلاة (485) ، أحمد (2/486) ، مالك النداء للصلاة (413) .
(1) صحيح البخاري برقم (555) وصحيح مسلم برقم (632) .
( ) سورة الزخرف آية : 19 .
( ) سورة النجم آية : 27 .
( ) سورة الأنبياء آية : 27 .
( ) سورة الأنبياء آية : 19 ، 20 .
( ) سورة فصلت آية : 38 .
( ) سورة البقرة آية : 285 .
( ) سورة البقرة آية : 177 .
( ) سورة النساء آية : 136 .