منتدى السعادتين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زائري العزيز اذا كانت هذه اول زيارة لك فتفضل بالتسجيل معنا لنستفيد منك وتستفيد منا
وشكرا

مع تحيات
سعيد الله بشرزو
منتدى السعادتين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زائري العزيز اذا كانت هذه اول زيارة لك فتفضل بالتسجيل معنا لنستفيد منك وتستفيد منا
وشكرا

مع تحيات
سعيد الله بشرزو
منتدى السعادتين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السعادتين

(سعادة الدنيا والآخرة)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  المرتبة الثانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو سعيد بشرزي

أبو سعيد بشرزي


ذكر

عدد المساهمات : 80
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2011

  المرتبة الثانية Empty
مُساهمةموضوع: المرتبة الثانية     المرتبة الثانية Icon_minitimeالسبت 28 ديسمبر 2013, 5:42 am


المرتبة الثانية: الإنكار باللسان مع القدرة.
إن إنكار المنكر باللسان له أهمية بالغة يزول به كثير من الانحرافات العقدية وغيرها، وبه ويقام به السدُ المنيع للأمة الإسلامية أمام الحركات الهدامة، والأفكار المنحرفة، وتُكشَف به الغمةُ عن أفراد الأمة الإسلامية، ويُهتَك به السترُ عن وجوه المنافقين والمبتدعين.
وأصحاب هذه المرتبة: هم الدعاة، لكن من هم الدعاة؟ ((الدعاة: هم الداعون إلى الله على هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، على بصيرة -وهي التفقه في الدين-، وأول من تتوفر فيه هذه الشروط هم العلماء؛ لأن الرسول  أُمر أن يقول: بأن سبيله الدعوة إلى الله على بصيرة، ولا تأتي البصيرة، إلا بالعلم والفقه في الدين، قال تعالى:             •        ( )[1]ولا شك أن أتباع الأنبياء بالأولى هم العلماء....
هل يعني هذا أنه لا يدعو إلى الله إلا عالم؟ بالطبع لا.بل على كل مسلم عرف شيئا وتبصر به، أن يدعو إليه بعد التبصر وفقه المسألة التي يدعو إليها )) ( )[2].
وما يناط بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر -باللسان- في باب معالجة الانحرافات، وخاصة ما يتعلق منها بتوحيد العبادة، فهو أكثر، ومجالهم أوسع من غيرهم؛ لأن جميع ما يتعلق بولي الأمر العام والخاص، يجب على الدعاة أن يقوموا به حسب إمكانياتهم وقدراتهم، من النصح والإرشاد، والتخويف والإنذار، والتبليغ والتثقيف، والكشف عن أهداف الأعداء وأساليبهم، ووسائل الانحرافات وأضرارها، وهتك أستار المذاهب الهدامة ورجالها، وتعليم الناس الدين الصحيح، وإخبارهم بخطر الابتداع ومفاسده.
وإضافة إلى ذلك هناك مجالات دور الدعاة فيها أهمّ، ومن أبرز تلك المجالات ما يأتي:
الأول: بيان العقيدة الصحيحة والتحذير عمّا يخالفها؛ لأن العقائد الفاسدة لا تنشأ إلا في ظل الجهل، فما نشأت الفرق المنحرفة عن العقيدة في تاريخ الإسلام، كالخوارج والمرجئة( )[3]والمعتزلة والرافضة وغيرها، وما نشأت الأفكار الإلحادية والفلسفية لدى المسلمين إلا بسبب البُعد عن فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
وينبغي للدعاة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر مراعاة أمرين:
1- تقديم العقيدة قبل كل شيء، وبدء الدعوة بها إلى الإصلاح، كما كان دأب الأنبياء، وأتباعهم، وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ  حين بعثه إلى اليمن: ((إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى…))( )[4].
وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو سلاطين العالم إلى التوحيد حين يرسل لهم الرسائل( )[5]وفي معظمها كان يكتب قوله تعالى:                     a             ( )[6].
وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم أول ما يدعو الوفود إليه، هو التوحيد، كما قال لوفد عبد القيس: ((آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان...))( )[7].
2- بيان وتوضيح كلّ ما يخالف التوحيد من الشرك والبدع والخرافات؛ لأن ذلك من لوازم بيان التوحيد، لأن الأشياء تتبين بأضدادها، قال حذيفة بن اليمان( ) [8]: ((كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني))( )[9].
فينبغي للدعاة أن يهتموا ببيان ما ينقض التوحيد أو يخالف كماله من الشرك والانحرافات ليعرفها الناس فيجتنبوا ما ينقصه أو ينقضه.
والشرك أعظم الذنوب على الإطلاق ولا يغفره الله -بدون التوبة أبدا- ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
قال الله تعالى:  •              ( )[10].
وقال تعالى:          •  • ( )[11].
ولهذا كان أول دعوة الرسل كلهم إلى توحيد الله  ونفي الشرك، فلم يأمروا بشيء قبل التوحيد، ولم ينهوا عن شيء قبل الشرك.
ولكن مع الأسف الشديد لعدم مراعاة هذين الأمرين في أكثر المجتمعات الإسلامية، دخل على المسلمين كثير من العقائد الشركية، كدعاء الأموات، والاستعانة والاستغاثة بالمخلوقين فيما لا يقدر عليه إلا الله، والنذر للمخلوقين، وغيرها من الأعمال الشركية.
وإذا عرف الناس التوحيد والشرك، سهل معالجة الانحرافات التي تتعلق بالتوحيد، وذلك بالإقلاع عن الشرك والتوبة منه، والإقبال على التوحيد بعون الله وتوفيقه
.
الثاني: القيام بتعليم الناس أمور دينهم؛ لأن قيام الدعاة -الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر- بتعليم الناس مسائل الدين حماية لهم من الوقوع في الشرك والبدع والانحرافات الأخرى.
وقد كان الدعاة السابقون من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، يهتمون بتثقيف الناس في أمور دينهم، ليؤدوا العبادات على الوجه المطلوب شرعا، وأن لا يبتدعوا فيها جهلا منهم، ولهذا أمثلة نكتفي منها بمثالين:
1- عن أبي قلابة ، قال: جاء مالك بن الحويرث  في مسجدنا هذا، فقال: ((إني لأصلي بكم، وما أنا أريد الصلاة، أُصلي كيف رأيتُ النبي  يصلي)) ( )[12].
2- عن عثمان بن عفان  أنه دعا بوَضوء، فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما، ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوَضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنـثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي  يتوضأ نحو وُضوئي هذا، وقال: ((من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم صلّى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه))( )[13].
هكذا حرص الصحابة على تعليم الناس أمور دينهم، لئلا يقعوا في الانحرافات والبدع، فعلى الدعاة (الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر باللسان) أن يهتموا بتعليم الناس في أمور دينهم، كما كان سلفهم يهتمون بذلك.
الثالث: تحذير الناس من البدع والابتداع.
ينبغي للدعاة -الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر- تحذير المسلمين من البدع والابتداع، لأن أمره خطير جدا، وقد قال النبي : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))( )[14].
وتظهر خطورة البدع في أمور منها:
1- لا توبة للمبتدع: وليس المراد أن الله لا يقبل منه التوبة بل الله يقبل التوبة عن عباده، قال الله تعالى:    •              ( )[15].
وقال تعالى:              •    •      ( )[16].ولكن المراد أنه لا يُوَفَّق للتوبة - غـالـبا- لحديث ((إن الله حجر التوبة عن كل صاحب البدعة))( )[17].
ولعل السبب في ذلك (( أن المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله، قد زُيّن له سوء عمله فرآه حسنا، فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا، لأن أول التوبة، العلم بأن فعله سيء ليتوب منه، أوبأنه ترك حسنا مأمورا به -أمر أيجاب أو استحباب- ليتوب ويفعله.فما دام يرى فعله حسنا وهو سيء في نفس الأمر؛ فإنه لا يتوب)) ( )[18].
وقال الشاطبي -رحمه الله-: ((لا توبة لصاحب البدعة عن بدعته؛ فإن خرج عنها، فإنما يخرج لما هو شرٌّ منها)) ( )[19].
2- المبتدع يحمل وزره ووزر من تبعه: قال الله تعالى:                   ( )[20].
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((...من دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً))( )[21].
وقال صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((...من سن في الإسلام سنةً سيئةً، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ))( )[22].


الرابع: كشف الستار عن المذاهب والحركات الهدامة للعقيدة.
إن كشف الستار عن المذاهب والحركات الهدامة للعقيدة والدين، أمر بالغ الأهمية، لأن أعداء الإسلام لما عجزوا عن انهزام المسلمين في الحرب، عمدوا إلى تغيير الطريقة، وأخذوا بالدعوة إلى المذاهب والأفكار غير الإسلامية، متسترين بستارات متنوعة، كإغاثات المتضررين، وجمعيات الأطفال، وحقوق الإنسان، والتعليم، والصحة وغيرها.
فيجب على الدعاة -الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر- كشف النقاب عن حقائق هؤلاء، لتعرفهم الشعوب الإسلامية، وليكونوا على علم وبصيرة من مكائدهم وأهدافهم، وأماكن نفوذهم، ومجالات أعمالهم، وما يتستّرون بها من الأستار، وبهذه الطريقة ونحوها تستطيع الأمة الإسلامية، معالجة كثير من الانحرافات، وخاصة ما تتعلق منها بتوحيد العبادة.


الهوامش:

( )[1] سورة يوسف(108).
( )[2] العلماء هم الدعاة لناصر العقل ص: 9-10.
( ) [3]المرجئة: هم الذين يقولون بالإرجاء، وللإرجاء معنيان: أحدهما التأخير حيث يؤخرون العمل من مسمى الإيمان، والثاني: إعطاء الرجاء حيث يعطون الرجاء للعاصي بقولهم لا يضر مع الإيمان معصية وهم فيما بينهم عدة فرق.يُنظر: التنبيه والرد للملطي ص:57، ومقلات الإسلاميين للأشعري1/213.والملل والنحل للشهرستاني1/139.
( ) [4]صحيح البخاري مع الفتح كتاب التوحيد باب ما جاء في دعاء النبي r أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى13/424(ح7372).
( ) [5]من تلك الكتب والرسائل ما أرسله  إلى هرقل عظيم الروم.ينظر: صحيح البخاري مع الفتح لابن حجر كتاب بدء الوحي1/45(ح7).
( ) [6]سورة آل عمران(64).
( ) [7]صحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب الإيمان باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله وشرائع الدين...1/140(ح118).
( )[8] حذيفة بن اليمان: هو أبو عبد الله حذيفة بن حُسَيْل بن جابر، واليمان لقب لحسيل، من كبار الصحابة بعثه رسول الله  يوم الخندق فجاءه بخبر رحيل الأعداء، توفي36هـ الاستيعاب لابن عبد البر1/334رقم492أسد الغابة لابن الأثير1/468رقم1113.
( ) [9]صحيح البخاري مع الفتح كتاب الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟ 13/45(ح7084)، وصحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين12/439(ح4761).
( ) [10]سورة النساء(48).
( )[11] سورة المائدة(72).
( )[12] صحيح البخاري مع الفتح كتاب الأذان، باب من صلى بالناس، وهو لا يريد...2/212(ح677).
( ) [13]صحيح البخاري مع الفتح كتاب الوضوء باب المضمضة في الوضوء1/349(ح164)، وصحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء3/101(ح537).
( )[14]صحيح البخاري مع الفتح كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح 5/ 370 (ح2597)، وصحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة 11/242 (ح4467).
( ) [15]سورة التوبة(104).
( )[16] سورة الزمر(53).
( ) [17]رواه الطبراني في المعجم الأوسط رقم4360، والبيهقي في شعب الإيمان7/6059، وقال الألباني: إسناده صحيح.ينظر: السلسلة الصحيحة للألباني رقم(1620).
( ) [18]مجموع فتاوى ابن تيمية10/9.
( ) [19]الاعتصام للشاطبي1/214.
( )[20] سورة النحل(25).
( ) [21]صحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب العلم، باب من سن سنة16/444(ح6745).
( )[22] صحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب الزكاة باب الحث على الصدقة7/106(ح2348).

الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:188-196)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرتبة الثانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى السعادتين :: منتدى العلوم الاسلامية :: العقيدة الإسلامية :: موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة :: معني الموقف، والإسلام، والانحراف :: خطورة الانحرافات، وسبل معالجتها-
انتقل الى: