جهود علماء السوء في نشر الباطل

الفرع السادس عشر: جهود علماء السوء في نشر الباطل.
لقد ثبت عن النبي  أنه قال Sad

(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا؛ فسئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))( )[1] ومن هنا يظهر خطر علماء السوء، من خلال ما يبثونه من شبهات بين الناس، ودعم ما يقولونه -صحيحا كان أو غير صحيح- غير متحرجين ولا متورعين من اختلاق أحاديث أو تغيير ألفاظها ليستدلوا بها على باطلهم، والعلماء إذا فسدت نياتهم وآثروا الدنيا على الآخرة أفسدوا البلاد والعباد.
ومن أمثلة ما تسبب علماء السوء فيه من الانحرافات العقدية عموما، وما يتعلق منها بتوحيد العبادة خصوصا: ما يذكرونه في كتبهم وخطبهم، ودروسهم من الاحتفال بالمولد النبوي( )[2]، والاستمداد والاستغاثة بالأموات من الأولياء والمشايخ( )[3]، والأذكار التي ابتدعوها( )[5]، والطرق الصوفية التي اخترعوها وما أنزل الله بها من سلطان( )[5]، وتقديم القرابين والنذور للقبور( )[6]، وغيرها من البدع الكثيرة التي هي من قبيل الكفر والشرك، أو يفضي إليهما.
كل هذه الانحرافات وغيرها، يتسببُ علماءُ السوءِ في نشرها وإيجادها، جهلا منهم أحيانا، وعنادا وحسدا منهم لأهل الحق أحيانا، وطمعا في المال والجاه أحيانا، واتباع الشبهات والشهوات أحيانا.
الهوامش:

( )[1] صحيح البخاري مع الفتح لابن حجر كتاب العلم باب كيف يقبض العلم1/256(ح100) وصحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب العلم باب رفع العلم وقبضه 16/441(ح6737).
( ) [2]((جشن ميلاد النبي  )) لهمايون رشيد ص6 وما بعدها، درر الفرائد لغلام حيدر ص: 236 وما بعدها، أنوار الإيمان لحافظ مطيع الله ص740وما بعدها.
( ) [3]ينظر:كتاب ((رد وهابي)) لمفتي محمود البشاوري ص:32وما بعدها، والبصائر لمنكري التوسل بالمقابر للداجوي ص:60وما بعدها، درر الفرائد لغلام حيدر ص:116وما بعدها.
( ) [4]دلائل الخيرات ص:55وبعدها(متنه وهوامشه) (( دعاء حزب البحر)) المنسوب للشاذلي ص:7وما بعدها، ((أعمال روحاني)) إفادات عبد الحق انتخابات شوكت علي ص:23وما بعدها.
( ) [5]السلسلة القادرية الشريفة ص:10وما بعدها، ((إرشاد السلوك)) للمارتونجي ص:3وما بعدها.
( )[6] درر الفرائد لغلام حيدر ص:192،((اختلافي مسائل كاحل)) لمحمد أشرف چشتی ص:70.

الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:138-140).