الفرع الحادي عشر:الغلو في تعظيم الأشخاص وأقوالهم
بعض الناس يغلو في تعظيم المشايخ والأشخاص، ويجعل مستند دينه أقوال الرجال وآراءهم؛ فيتبعونهم في كل صغيرة وكبيرة، ويعتقدون أنهم لا يخطئون أو أنهم معصومون؛ فيفضي عملهم هذا إلى كثرة الانحرافات المتعلقة بالعقيدة .
إن الاعتماد على آراء الرجال وأقوالهم, والاعتقاد بأنهم لا يخطئون أو معصومون، يظهر جلياً في عقيدة الرافضة حيث إنهم جعلوا أئمتهم معصومين لا يخطئون( )[1].
ومثل الرافضة جعل بعض الصوفية مشايخهم على الصواب الخالص حيث قالوا: ((إن خطر ببال المريد أن في العالم أحداً يوصله إلى الله غير شيخه؛ فقد تصرف فيه الشيطان...
وإن حرّم الشيخ على المريد شيئاً مباحًا فلا يُنكر عليه...
ولو احتج المريد على الشيخ بأقاويل العلماء في جواز المباح لم يفلح أبداً...
وينبغي أن يكون بين يديه كالميت بين الغَسّال يتصرف فيه كيف يشاء...
والاعتراض على الشيوخ سم قاتل...))( )[2].
وهذه نبذة من أقوالهم حيث إنهم جعلوا الحق والصواب كله، في أقوال مشايخهم، وأئمتهم؛ فجعلوها مصدرا من مصادر التلقي في الدين عموما، والعقيدة خصوصا، والله المستعان.
الهوامش:
( ) [1]أصول مذهب الشيعة لناصر القفاري2/951-973محيلا إلى بحار الأنوار25/191، ومجمع البيان للطبرسي1/201والتبيان للطوسي1/449عقائد الإمامية للزنجاني ص:77, وأصول التشيع لهاشم الحسيني ص:131-132.
( )[2] السلسلة القادرية لمحمد أمين ص:89-92, و((خير الذاكرين)) لنعمة الله نقشبدية 255-257.
الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:122-123).