بُعْدُ بعض الناس، وإبعاد غيرهم عن العمل بالقرآن والسنة

الفرع الرابع: بُعْدُ بعض الناس، وإبعاد غيرهم عن العمل بالقرآن والسنة.
إن من أبرز أسباب الانحراف عن الدين عموماً، والانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة خصوصا، بُعدُ بعض الناس عن القرآن والسنة، وإبعاد غيرهم عن العمل بالقرآن والسنة.
وقد صرح أحدهم: أن الأخذ بظواهر نصوص الكتاب والسنة من أصول الكفر( )[1].
فيا سبحان الله! هل الأخذ والعمل بظاهر نصوص الوحي الذي من شأنه إخراج الناس من الظلمات إلى النور من أصول الكفر؟!
وقد قال الله تعالى:        ••           ( )[2].
وقال تعالى:                  ( )[3].

وقد قال بعضهم Sad

...إن العلوم التي هي ضرورية للعمل بالقرآن-كما مرّ تفصيلها آنفاً( )[4]- هي كلها ضرورية للعمل بالحديث أيضاً) ( )[5]
وقد قال قبل هذا: إن للعمل بالشريعة أمرا ضروريا وهو أن يعرف الإنسان أصولها، وهي القرآن، والحديث، والإجماع، والقياس الذي هو مستنبط منها، ثم للعمل بالقرآن الكريم أمر ضروري وهو أن يعرف الإنسان أموراً أربعة:
أولاً: النظم القرآني باعتبار الصيغة واللغة...
ثانيا: وجوه البيان...
ثالثاً: استعمال نظم القران...
رابعاً: طرق الإطلاع على مراد القرآن...( )[6].
ينص الكلام السابق: أنه يجب قبل العمل بالقرآن والسنة، أن يتعلم الإنسان هذه العلوم المذكورة، وبعد تعليم هذه العلوم، يعمل بهما، وهنا السؤال: بما ذا يعمل الإنسان قبل تعلّم هذه العلوم أو حين يتعلمها؟! مع أنه سيمكث في تعلّمها زمنا طويلا، فهل يكون القرآن والسنة معطلين قبل أن يصير الإنسان عالما بهذه العلوم؟!
وهل القرآن الكريم والسنة النبوية جاءا ليعمل بهما العالم بهذه العلوم دون غيره من عوام المسلمين؟! مع أنه لم يكن الصحابة الكرام والسلف الصالح ينتظرون للعمل بالكتاب والسنة هذه المدة التي حددها هذا الزاعم، وقد قال الله تعالى:         ( )[7].
ونرى في بعض المدارس الدينية والمساجد، يُدرَّس فيها علمُ النحوِ، والصرفِ، والبلاغةِ، والأدبِ، والمنطقِ، وأصولُ المناظرةِ، والجدلِ، وحتى اللغةُ الإنجليزية، ولا يُدرِّس فيها المواد المتعلقة بالقرآن الكريم والسنة النبوية.
ونرى طالب العلم الشرعي يقضي أكثر عمره في تعليم تلك العلوم، ولا يعطي لتعليم القرآن الكريم، والسنة النبوية وقتا كافيا، ولا مناسباً( )[8].
وأما الحديث فلا يدرّس خلال سنوات الدراسية كلها إلا نادرا، وخصصت دراسته بسنة التخرج في دار العلوم فَيَدْرسُ الطالب صحيحَ البخاري، وصحيحَ مسلمٍ، والسننَ الأربعة وغيرها أحيانا يدرس كلها في سنة دراسية واحدة.
فهل يكفي العام الدراسي الواحد لدارسة كتب الحديث الستة، فضلا عن غيرها؟! حيث إن الدارس لا ينتهي من مجرد القراءة، ولو انتهى من القراءة فهل يستفيد منها الاستفادة المناسبة؟.
أضف إلى ذلك أن الشيخ لا يقف الطلاب على بيان المسائل الدينية وتوضيحها، إلا إذا جاء الحديث يخالف مذهبه الذي نشأ عليه، فيؤول النصوص الحديثية حتى توافق مذهبه وعقيدته، ويؤدي هذا إلى الانحراف في العقيدة، والبعد عن العمل بالكتاب والسنة، فالله المستعان.

الهوامش:

( )[1] البصائر لمنكري التوسل بأهل المقابر للداجوي ص:7، وكتاب(( رد وهابي)) لمفتي محمود ص: (4، 5).
( ) [2]سورة إبراهيم (1).
( ) [3]سورة الطلاق11.
( )[4] والعلوم التي ذكرها هي خمسة عشر علماً وهي: علم اللغة، وعلم النحو، وعلم الصرف، وعلم الاشتقاق، وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع، وعلم القراءات، وعلم العقائد، وعلم أصول الفقه، وعلم أسباب النـزول، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم الفقه، والحديث التي جاء في تفسير آيات القرآن الكريم.ينظر: ((دشريعت أو طريقت تلازم)) تأليف محمد زكريا كاندهلوي ترجمة عبد المالك حقاني ص: 35-41، و بالأردية اهتمام خليل أشرف عثماني ص:40-43.
( ) [5]((شريعت وطريقت كا تلازم)) لمحمد زكريا كاندهلوي بالأردية ص: 45، وبالبشتو ص: 42.
( )[6] (( شريعت وطريقت كا تلازم)) ص: 43، وبالبشتو ص:40-41.
( ) [7]سورة القمر(17، و22، و32، و40).
( )[8] وذلك لأنه لا يعطى لتعليم القرآن والسنة حصص مستقلة، في جدول الحصص الأسبوعي للمواد الدراسية.

الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:102-105).

» الإيمان بالكتب السماوية عامة و بالقرآن الكريم خاصة
» تحريف نصوص الكتاب والسنة لفظاً أو معنىً
» مصدر التلقي في الأصول والفروع هو الكتاب والسنة، وفق فهم السلف الصالح
» المبتدعة يردون نصوص القرآن والسنة، بحجة أنها لا تفيد العلم.
» الفرع السابع عشر: تعوّد بعض الناس على بعض الانحرافات يصعب إقلاعهم عنها