: الإفراط والتفريط.

الفرع الثاني: الإفراط والتفريط.
إن من أهم أسباب الانحرافات العقدية الإفراط والتفريط، والإفراط: هو التشدد في الدين، والتفريط: هو التساهل في الدين وكلاهما منهي عنه شرعا؛ لأن كلاً منهما يتسبب في كثير من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة.
ويدخل في الإفراط والتفريط المبالغات في الأفراح والأحزان، كالمبالغة في الأفراح التي تسبب الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة، من الاحتفالات بالمولد النبوي وغيرها، والأعياد السنوية غير عيدي الإسلام كعيد النَوْرُوز( )[1]وكرِسْمِسْ( )[2]وغيرهما.
ومن أمثلة المبالغات في الأحزان، المأتم في يوم عاشورا، واليوم الأربعين من موت الميت، والسنوي للميت، وقيام المحافل في التعازي التي يسمونها (الفاتحة)( )[3].
ومن أمثلة الإفراط تحمّس بعض الناس في إنكار المنكر، وعدم مراعاة المصالح والمفاسد؛ فيقوم على عمل يفسد أكثر من المصلحة التي يريدها( )[4].

وعلى العكس من أمثلة التفريط هناك أناس يرون مخالفات وانحرافات في العقيدة، وخاصة في توحيد العبادة الذي من أجله أرسل الله الرسل وأنـزل الكتب؛ فلا ينكرون عليه طمعاً في تكثير الجماعة والجمهور( )[5].

lol!

الهوامش

( )[1] وهو عيد يحتفل به بعض الناس في أول يوم من العام الشمسي السائد في إيران، وأفغانستان، وغيرهم.
( ) [2]وهو عيد يحتفل به النصارى في آخر أسبوع من العام الميلادي ويحتفل به بعض المسلمين تبعا وتقليداً لهم من دون معرفة الحقيقة.
( )[3] ((ناروا بدعتونه)) تأليف أحمد زئي ص: 81، 82، 87، 102، 103.
( ) [4]ومن أمثلة هذا ما قام به بعض الجهلة المتحمّسين، من تفجير القنابل في بعض القبور المنسوبة لبعض كبار الصوفية كالتفجير عند قبر عبد الرحمان بابا في بشاور من إقليم سرحد بباكستان وقبر علي الهجويري في لاهور من إقليم بنجاب بباكستان، وبعض القبور الأخرى التي كانت قبل التفجير قبوراً عادية-لا يعرفها إلا قليل من الناس-وبعد الانفجار والتخريب أعيد بناؤها وجُعل عليها بناءٌ وقبب، يلاحظها المارون على الشوارع، وقد تقف لها السيارات، والناس يُقدّمون لها النذور والقرابين.
( ) [5]وذلك انطلاقا من قاعدة: (( نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا))، وبعض الجماعات الدعوية، تظن أن ذلك -أي الدعوة إلى توحيد العبادة- تسبب الفرقة والاختلاف، فلا يهتمون بالدعوة إلى توحيد العبادة، ولا يبينون خطأ من وقع في بعض الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة، فتجد أحدهم يلقي كلمته في مسجد فيه قبر، ولا يبين خطأ وخطر بناء المساجد على القبور، أو دفن الأموات في المساجد، بل يقول: نحن مطالبون بالاجتماع لا الافتراق، وبيان هذا قد يسبب الفرقة والاختلاف.

الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:94- 97)

bounce

منيب المدني كتب:: الفرع الثاني: الإفراط والتفريط.
إن من أهم أسباب الانحرافات العقدية الإفراط والتفريط، والإفراط: هو التشدد في الدين، والتفريط: هو التساهل في الدين وكلاهما منهي عنه شرعا؛ لأن كلاً منهما يتسبب في كثير من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة.
ويدخل في الإفراط والتفريط المبالغات في الأفراح والأحزان، كالمبالغة في الأفراح التي تسبب الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة، من الاحتفالات بالمولد النبوي وغيرها، والأعياد السنوية غير عيدي الإسلام كعيد النَوْرُوز( )[1]وكرِسْمِسْ( )[2]وغيرهما.
ومن أمثلة المبالغات في الأحزان، المأتم في يوم عاشورا، واليوم الأربعين من موت الميت، والسنوي للميت، وقيام المحافل في التعازي التي يسمونها (الفاتحة)( )[3].
ومن أمثلة الإفراط تحمّس بعض الناس في إنكار المنكر، وعدم مراعاة المصالح والمفاسد؛ فيقوم على عمل يفسد أكثر من المصلحة التي يريدها( )[4].

وعلى العكس من أمثلة التفريط هناك أناس يرون مخالفات وانحرافات في العقيدة، وخاصة في توحيد العبادة الذي من أجله أرسل الله الرسل وأنـزل الكتب؛ فلا ينكرون عليه طمعاً في تكثير الجماعة والجمهور( )[5].

الهوامش

( )[1] وهو عيد يحتفل به بعض الناس في أول يوم من العام الشمسي السائد في إيران، وأفغانستان، وغيرهم.
( ) [2]وهو عيد يحتفل به النصارى في آخر أسبوع من العام الميلادي ويحتفل به بعض المسلمين تبعا وتقليداً لهم من دون معرفة الحقيقة.
( )[3] ((ناروا بدعتونه)) تأليف أحمد زئي ص: 81، 82، 87، 102، 103.
( ) [4]ومن أمثلة هذا ما قام به بعض الجهلة المتحمّسين، من تفجير القنابل في بعض القبور المنسوبة لبعض كبار الصوفية كالتفجير عند قبر عبد الرحمان بابا في بشاور من إقليم سرحد بباكستان وقبر علي الهجويري في لاهور من إقليم بنجاب بباكستان، وبعض القبور الأخرى التي كانت قبل التفجير قبوراً عادية-لا يعرفها إلا قليل من الناس-وبعد الانفجار والتخريب أعيد بناؤها وجُعل عليها بناءٌ وقبب، يلاحظها المارون على الشوارع، وقد تقف لها السيارات، والناس يُقدّمون لها النذور والقرابين.
( ) [5]وذلك انطلاقا من قاعدة: (( نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا))، وبعض الجماعات الدعوية، تظن أن ذلك -أي الدعوة إلى توحيد العبادة- تسبب الفرقة والاختلاف، فلا يهتمون بالدعوة إلى توحيد العبادة، ولا يبينون خطأ من وقع في بعض الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة، فتجد أحدهم يلقي كلمته في مسجد فيه قبر، ولا يبين خطأ وخطر بناء المساجد على القبور، أو دفن الأموات في المساجد، بل يقول: نحن مطالبون بالاجتماع لا الافتراق، وبيان هذا قد يسبب الفرقة والاختلاف.

الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص: 97-99)