شروط العبادة

موضوع: شروط العبادة الخميس 19 ديسمبر 2013, 3:08 pm

الفرع الرابع : شروط( )[1]العبادة
ذكر العلماء - رحمهم الله - لقبول العبادة ثلاثة شروط:
1- الإيمان: فلا يقبل أي عمل صالح إذا صدر من غير مؤمن ولو كان عمله هذا على منهاج الرسول r وأراد به وجه الله.
2- الإخلاص( )[2]: فلا تقبل الأعمال التي أشرك فيه غير الله ولو صدرت من مؤمن متبع الرسول في هذا العمل كالرياء والسمعة ونحوها.
3- المتابعة( )[3]: فلا تقبل البدع من أحد، ولو صدرت من مؤمن مخلص وأراد بها وجه الله؛ إذ أنها ليست مطابقة لهديه r .
وإلى هذه الشروط الثلاثة أشار البارئ عزّ وجلّ في قوله:â ô`tBur y#ur& notÅzFy$# 4Ótëyur $olm; $ygu÷èy uqèdur Ö`ÏB÷sãB y7Í´¯»s9'ré'sù tb%2 Oßgã÷èy #Yqä3ô±¨B á ( ) [4].
فقوله تعالى: â ô`tBur y#ur& notÅzFy$# á يدل على اشتراط الشرط الثاني.
وقوله تعالى: â 4Ótëyur $olm; á $ygu÷èyيدل على اشتراط الشرط الثالث.
قوله تعالى:} qèdur Ö`ÏB÷sãB { يدل على اشترط الشرط الأول.
ومثله قوله تعالى:â ö@è% !$yJ¯RÎ) O$tRr& ×|³o0 ö/ä3è=÷WÏiB #Óyrqã ¥n<Î) !$yJ¯Rr& öNä3ßg»s9Î) ×m»s9Î) ÓÏnºur ( `yJsù tb%x. (#qã_öt uä!$s)Ï9 ¾ÏmÎn/u ö@yJ÷èuù=sù WxuKtã $[sÎ=»|¹ wur õ8Îô³ç Íoy$t7ÏèÎ/ ÿ¾ÏmÎn/u #Jtnr& á ( ) [5].
فقوله تعالى:} `yJsù tb%x. (#qã_öt uä!$s)Ï9 ¾ÏmÎn/u { يدل على الشرط الأول .
وقوله تعالى:} ö@yJ÷èuù=sù WxuKtã $[sÎ=»|¹ { يدل على الشرط الثالث .
وقوله تعالى:} wur õ8Îô³ç Íoy$t7ÏèÎ/ ÿ¾ÏmÎn/u #Jtnr& { يدل على الشرط الثاني .
وفي الحديث القدسي( )[6]قال رسول الله r:(( قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه))( )[7].
وقال r Sad

( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))( )[8].
والعلماء -رحمهم الله- غالباً يقتصرون على ذكر شرطين للعبادة: وهما الإخلاص، والمتابعة، لأن كلامهم يكون في عبادة المؤمن، والمؤمن لابدّ له من الإيمان الخالص؛ فإن غير المؤمن لا يقبل منه عمل أصلاً، أخلص فيه أو لم يخلص، وافق الشرع أو لم يوافقه؛ لأنه ما انقاد للدين الذي لا تقبل الأعمال إلا من أهله، كما قال الله تعالى:â `tBur Æ÷tGö;t uöxî ÄN»n=óM}$# $YYÏ `n=sù @t6ø)ã çm÷YÏB uqèdur Îû ÍotÅzFy$# z`ÏB z`ÌÅ¡»yø9$# á( )[9] فلهذا المعنى لم ينص أكثر العلماء على اشتراط الإيمان اكتفاءً بكونه ظاهراً لا خفاء فيه( )[10].
قال ابن القيم -رحمه الله- مبينا شرطي العبادة:
(( ومداره بالأمر أمر رسولـه لا بالهوى والنفس والشيطان
فقيام دين الله بالإخلاص والـ إحسان إنّهما له أصـلان
لم ينج من غضب الإله ونـاره إلا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بإلـهـه أو ذو ابتداع أوله وصفان )) ( )[11]
وقال ابن كثير -رحمه الله- : في تفسير قوله تعالى: â `yJsù tb%x. (#qã_öt uä!$s)Ï9 ¾ÏmÎn/u ö@yJ÷èuù=sù WxuKtã $[sÎ=»|¹ wur õ8Îô³ç Íoy$t7ÏèÎ/ ÿ¾ÏmÎn/u #Jtnr& á ( )[12] (( وهذان ركنا العمل المتقبل؛ لابد أن يكون خالصا لله،صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم )) ( )[13].

الهوامش

( )[1] الشرط: هو ما يتوقف ثبوت الحكم عليه. التعريفات ص:165.
( )[2] الإخلاص: وهو أن لا يريد بالعمل سوى وجه الله، والوصول إلى دار كرامته، وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله. ينظر تقريب التدمرية لابن عثيمين ص:124.
( )[3] المتابعة: وهي متابعة الرسول محمد r بأن لا يتعبد لله تعالى بغير ما شرعه، وهذا من تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله ولا يتحقق المتابعة إلا بموافقة العبادة للشرع في ستتة أمور سببها، وجنسها، وقدرها، وكيفيتها، وزمانها، ومكانها. ينظر المرجع السابق 124، 126.
( )[4] سورة الإسراء (19).
( )[5] سورة الكهف (110).
( )[6]الحديث القدسي : هو ما نُقل إلينا عن النبي r مع إسناده إياه إلى ربه U ، ينظر: تيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان ص:127.
( )[7]صحيح مسلم مع شرحه للنووي 18/ 316 ح(7400) باب من أشرك في عمله غير الله.
( )[8]صحيح البخاري مع فتح الباري 5/ 370 كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود (ح2697)، و صحيح مسلم مع شرحه للنووي 11/242كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة (ح4467).
( )[9] سورة آل عمران (85).
( )[10]جهود الشافعية في تقرير توحيد العبادة للعنقري ص:389- 390.
( )[11] الكافية الشافية لابن القيم مع شرحها توضيح المقاصد لابن عيسى1/253.
( )[12] سورة الكهف (110).
( )[13]تفسير القرآن العظيم 9/205.

الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:80-83).