منيب المدني
عدد المساهمات : 15
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/11/2012
 | موضوع: أركان العبادة  الخميس 19 ديسمبر 2013, 3:03 pm | |
| الفرع الثالث : أركان( )[1]العبادة
تبيّن في المعنى الشرعي للعبادة أنها لا تتحقق إلا إذا تحققت أركانها واكتملت شروطها، و يظهر من أقوال العلماء أن أركان العبادة هي:
1- غاية الذل والخضوع للمعبود.
2- نهاية التعظيم للمعبود.
3- كمال المحبة للمعبود.
4- الطاعة المطلقة للمعبود.
5- الخوف الكامل من المعبود.
6- الرجاء التام من المعبود.
7- الرضا التام بالمعبود.
8- الاعتقاد بأن للمعبود سلطة غيبية على العابد.
وبعض هذه الأركان تدخل في بعض ومدارها على ثلاثة أركان، وهي: الحب والرجاء والخوف، والباقي تدخل فيها ( ).[2]
ومن هذه الثلاثة تلتئم العبادة؛ فإذا اجتمعت هذه الثلاثة تحققت العبادة وإلا فلا. قال تعالى:â y7Í´¯»s9'ré& tûïÏ%©!$# cqããôt cqäótGö6t 4n<Î) ÞOÎgÎn/u s's#Åuqø9$# öNåkr& Ü>tø%r& tbqã_ötur ¼çmtGyJômu cqèù$ssur ÿ¼çmt/#xtã 4 ¨bÎ) z>#xtã y7În/u tb%x. #YräøtxC á ( )[3].
فقوله تعالى: }يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب{ إشارة إلى ركنية المحبة.
وقوله تعالى:} ويرجون رحمته{ دليل على ركنية الرجاء.
وقوله تعالى:} ويخافون عذابه{ دليل على ركنية الخوف( )[4].
ومن العلماء من يذكر للعبادة ركنين وهما :غاية الحب مع غاية الذلّ ، لكنهم لايغفلون الرجاء والخوف ؛ لأن الرجاء والخوف لازمان للذلّ( )[5].
وإلى هذين الركنين أشار العلامة ابن القيّم بقوله :
(( وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذلّ عابده هما قـطبان
وعليها فلك العبادة دائـر ما دار حتى قامت القطبان )) ( )[6] . وقال -رحمه الله- : ((ليس العبادة غير توحيد المحبــــة مع خضوع القلب والأركان )) ( )[7].
فالخوف لوحده ليس عبادة إذا لم يجمع معه المحبة والرجاء، كالخوف من الظالم والحيوان المفترس ونحوها ليست عبادة.
وكذا الرجاء لوحده ليس عبادة، إذا لم تجتمع معه المحبة والخوف، كرجاء بعض الناس بعضهم تحت الأسباب ليس عبادة.
والمحبة وحدها ليست عبادة لجواز أن يكون الشيء محبوباً، ولا يكون معبوداً لفقدان الخوف، والرجاء، أو أحد هما كالولد، والزوجة، والوطن، فإنها محبوبة؛ ولكن ليست معبودة. إلا إذا وصل الشخص في صرفها لغير الله تعالى إلى درجة تليق بالله وحده فقد أشرك مع الله U في تلك العبادة. قال تعالى:â ÆÏBur Ĩ$¨Z9$# `tB äÏGt `ÏB Èbrß «!$# #Y#yRr& öNåktXq6Ïtä Éb=ßsx. «!$# ( á ( ) [8].
والصوفية ( )[9] الذين يقولون (لا مقصود إلا الله)، ويقصدون بذلك أنهم لا يعبدون الله رجاء الجنة وخوفا من النار؛ فهم على خطأٍ مبين، إذ أنهم لم يأتوا بالعبادة الحقة لله U؛ لخلوّ أعمالهم من الخوف والرجاء.
الهوامش
( )[1] الركن :هو جانب الشيء الأقوى فيكون عينه .وفي الاصطلاح ما يقوم به الشيء (من التقوّم) إذ قوام الشيء بركنه، ينظر التعريفات للجرجاني ص149 .
( )[2] جهود علماء الحنفية لشمس الدين الأفغاني 1/ 325.
( )[3] سورة الإسراء (57) .
( )[4] قال حافظ الحكمي :اعلم أنها لا تقبل الأعمال الظاهرة ما لم يساعدها عمل القلب، ومناط العبادة غاية الحب مع غاية الذل، ولا تنفع عبادة من هذين دون الآخر، ولهذا قال بعض السلف : من عَبَدَ الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عَبَدَ الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عَبَدَه بالخوف وحده فهو حروري (خارجي )، ومن عَبَدَه بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. معارج القبول 1/343، وينظر جهود علماء الحنفية للشمس الأفغاني 1/350.
( )[5] الرجاء والخوف لازمان للذل، وبهذا تكتمل أركان العبادة الثلاثة, وهو الخوف ,الرجاء والمحبة، سيأتي بيان كل واحد منها في مبحث على حدة في الباب الأول - إن شاء الله تعالى-. وإلى هذا أشار ابن جرير -رحمه الله- في معنى العبادة .جامع البيان1/161.
( )[6] الكافية الشافية لابن القيم مع شرحها توضيح المقاصد لابن عيسى1/253، وشرح الهراس لها 1/99.
( )[7] الكافية الشافية مع شرحها للهراس 2/137 .
( )[8] سورة البقرة (165) .
( )[9] الصوفية: نسبة إلى التصوف وهم الذين يتوخون تربية النفس و ألـمّوا بها بغية الوصول إلى معرفة الله بالكشف والمشاهدة لا عن طريق التقليد والاستدلال حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الهندية والفارسية واليونانية المختلفة، ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة لمانع الجهني 1/ 253.
الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1ص:78-80).
| |
|
