توحيد الأسماء والصفات
أصل كلمة ( التوحيد ): (و ح د ) وهو يدل على الانفراد، والتوحيد هو الإفراد.
التوحيد اصطلاحا: إفراد العبد ربه في ربو بيته و ألوهيته وأسمائه وصفاته.
الأسماء لغة: جمع اسم. واختلف النحويون في أصل اشتقاق كلمة( اسم)؛ فذهب البصريون إلى أنه مشتق من السمو وهو معنى العلو, فيكون المحذوف عندهم لام الفعل.وذهب الكوفيون إلى أنه مشتق من الوَسَم وهو بمعنى العلامة , فيكون المحذوف عندهم فا الفعل.
الاسم في مصطلح اللغويين: (( اللفظ الموضوع لمعنى تعييناً أو تمييزاً)).
الأسماء في اصطلاح أهل العقيدة كما ذكر شيخ الإسلام (رحمه الله): (( الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها, وهي التي جاءت في الكتاب والسنة, وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها)) لعل شيخ الإسلام استقى هذا التعريف من قوله تعالى(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) فقوله في تعريف: (( هي التي يدعى بها)) مأخوذ من قوله تعالى(فادعوه بها وقوله (( هي التي وردت في الكتاب والسنة )) مأخذ من قوله سبحانه(الأسماء)، ((فالألف واللام هنا للعهد, فالأسماء بذلك تكون معهودة ولا معروفة في ذلك إلا ما نص الله عليه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم )). وقوله: (( وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها)) مأخوذ من قوله جل جلاله (الحسنى) فالحسنى تأنيت الأحسن, والمعنى أن أسماء الله وأكلها, ((فما كان مسماة منقسماً إلى كمال ونقص وخير وشر, لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى )).
الصفات لغةً :جمع صفة. والصفة أصلها: الواو والصاد والفاء أصل واحد هو تحلليه الشيء.
أما تعريف الصفات اصطلاحاً: (( ما قام بالذات الإلهية مما يميزها عن غيرها، ووردت به نصوص الكتاب والسنة)).
وشرح هذا التعريف: ((ما قام بالذات الإلهية)) يخرج من هذا القيد ما كان من إضافة الملك والتشريف, إذ الإضافة إلى الله نوعان: إضافة ملك وتشريف وإضافة الصفة إلى الله.
(( مما يميزها عن غيرها )) في هذا إشارة إلى وظيفة الصفة, فالله عز وجل وصف نفسه بصفات كثيرة تعرف بها إلى عباده ، وهذه الصفات هي التي تميز الخالق عز وجل عما سواه وتظهر للعباد كمال الرب عز وجل وعظمة شانه، وجلال قدرته، وتزيد العبد معرفة بالله عز و جل.
((ووردت به نصوص الكتاب والسنة)), أي يجب الوقوف في هذا الباب على جاءت به نصوص الكتاب والسنة الصحيحة, فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، ومعنى هذا أن باب الأسماء والصفات توقيفي لا مجال للقياس والتجربة في ذلك.
الفرق بين الصفات والأسماء:
1- يشتق من كل اسم الصفة لا العكس. فتشتق من الرحيم الرحمة، ومن الغفور المغفرة، ولا يشتق من الإرادة المريد ولا من المجيء، الجائي، ولا من المكر الماكر.
2- الاسم لا يشتق من أفعال الله، والصفة يشتق من أفعال الله تعالى، فلا يقال الغاضب، والكاره من أنه يغضب ويكره، ويشتق منها صفة الكره والغضب ونحوها.
3- أسماء الله وصفاته تشترك في الاستعاذة والحلف بها فيجوز الحلف والاستعاذة بهما، ولكن يدعى الأسماء ويتعبد لها فقط دون الصفات فلا يسمى بعبد الرحمة، ولا عبد الكرم، ولا نقول يا رحمة الله ارحمنا، ويا كرم الله أكرمنا، إذ أن الصفة ليست هي الموصوف، فليست الرحمة هي الله.
الخميس 19 مايو 2011, 2:41 am
