بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية العلم والإيمان بتوحيد الأسماء والصفات
يتبين أهمية العلم والإيمان بتوحيد الأسماء والصفات في أمور منها:
1- أن علم توحيد الأسماء والصفات أشرف العلوم وأهمها على الإطلاق، لأن شرف العلم يكون بشرف المعلوم وما يتعلق به، ومعلوم ومتعلِق علم توحيد الأسماء والصفات هو ذات الله U، أسماؤه الحسنى وصفاته العلى، ولا يوجد شيء في الوجود أشرف وأكرم من الله تعالى وصفاته وأسمائه، فالعلم بأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأهمها.
2- أن هذا العلم يُعرف به الرب، ويُستدل به على وجوده ومعرفة ذاته، والعلم بالشيء إما يكون برؤيته، أو رؤية مثيله، أو بوصفه.
• ورؤية الله في الدنيا لم تثبت للأنبياء فضلا عن غيره كما قال الله تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه، قال رب أرني أنظر إليك، قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني، فلما تجلى ربه إلى الحبل جعله دكا، وخر موسى صعقا) [الأعراف: ١٤٣]. وقول النبي r
نورٌ أنَّى أراه) أخرجه مسلم برقم(187).
• وأما المماثلة، فالله تعالى منـزه عنها، قال تعالى
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: ١١].
• فلم يبق طريق لمعرفة الله U إلا بوصفه، وهو ما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله r، وعلم تو حيد الأسماء والصفات يقرر هذا.
3- أن العلم والإيمان بالأسماء والصفات هو أول واجب على العبد، إذا العبد مأمور بمعرفة ربه ليعبده دون سواه، قال تعالى
فاعلم أنه لا إله إلا اله واستغفر لذنبك) [محمد: ١٩]، وقال النبي r لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: : ((إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى...)) (أخرجه البخاري في صحيحه برقم 7372). والتوحيد عند أهل السنة ينقسم إلى قسمين: توحيد المعرفة والإثبات( توحيد الربوبية والأسماء والصفات) ويسمى أيضا بالتوحيد العلمي، وتوحيد القصد والطلب( توحيد الألوهية) ويسمى أيضا بالتوحيد العملي، والعبادة لا تتحقق إلا بعد معرفة أصلين:
• أن يعرف العبد من يعبد.(ومن هنا كان مبنى توحيد العبادة على توحيد الأسماء والصفات).
• أن يعرف العبد العبادة التي يرضي خالقه ويحبها.
4- أن العلم بالله تعالى يورث المحبة لله، والمحبة تورث العبادة. وبيان ذلك أن الرب متصف بصفات الكمال من كل وجه، والنفوس جُبلت على محبة الكمال، فعلى قدر العلم بالله تكون المحبة، وعلى قدر كمال المحبة تكمل العبادة، ولهذا جعل الله تعالى متابعة رسوله r دليل المحبة، قال تعالى
قل إن كنتم تحبون اله فاتبعوني يحببكم اله ويغفر لكم ذنوبكم والهل غفور رحيم) [آل عمران: ٣١ ]. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: محبة الله ورسوله أعظم واجبات الإيمان وأكبر أصوله وأجل قواعده، بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدين، كما أن التصديق به أصل كل قول من أقوال الإيمان والدين، فإن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن محبة، إما محبة محمودة، أو عن محبة مذمومة (مجمع الفتاوى10/48).
5- أن العلم والإيمان بأسماء الله وصفاته سبب لرضى الله U ودخول الجنة، كما في حديث أبي هريرة t عن النبي r أنه قال: إن لله تسعة وتسعون اسما- مائة إلا واحد- من أحصاها دخل الجنة). ولا يمكن إحصاؤها بدون العلم والإيمان بها.
وصلى الها تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.