الفرع الأول: الموقف لغة، واصطلاحا.
أ: الموقف لغة.
أصل الكلمة: ( الواو، والقاف، والفاء) أصل واحد يدل على تمكّثٍ في الشيء ( )[1].
تصريف الكلمة: هذه كلمة مشتقة من فعل ثلاثي: وَقَفَ، يَقِفُ، وقفا، وقوفا( )[2].
وهذا الفعل يأتي منه اللازم، والمتعدي( )[3]، ومصدر الفعل المتعدي يكون وقفا، ومصدر اللازم يكون وقوفا ومنه الموقف، وهو محل الوقوف حيث كان( )[4].
معنى الكلمة واستعمالاتها:يختلف معنى الكلمة باختلاف استعمالها، كقولهم:
وقف فلان وقوفا: أي قام من الجلوس، أو سكن بعد المشي.
ووقف فلان الدار: أي حبسها في سبيل الله.
ووقف فلان على الشيء: أي عاينه، وفهمه.
ووقف فلان على الكلمة: أي نطق بها مسكّنة الآخر قاطعا لها عما بعدها.
ووقف فلان في المسألة: أي ارتاب فيها، ولم يحكم فيها بشيء.
ووقف فلان الأمرَ على حضور فلان: أي علق الحكم فيه بحضوره( )[5].
ب: الموقف في الاصطلاح.
كما يختلف معنى الكلمة في اللغة العربية باختلاف استعمالها كذلك يختلف معنى مصطلح الموقف باختلاف استعماله: فمعنى قولهم:
ما موقف فلان من كذا؟: أي ما رأيه في كذا؟.
وإذا رأيت فلانا فما يكون موقفك؟: أي ماذا يكون رد فعلك تجاهه؟.
وموقف الطائفة الفلانية من مسألة كذا: أي مذهبهم فيها.
وموقف الإسلام من كذا: أي حكمه فيه( )[6].
فموقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة، هو حكمه فيها: بأنها شرك، أو بدعة مكفرة، أو بدعة غير مكفرة،...ونحو ذلك من الأحكام الشرعية.
الهوامش
( )[1] المقاييس في اللغة لابن فارس ص: 1101.
( )[2] تاج العروس للزبيدي12/527، ولسان العرب لابن منظور 9/378.
( )[3] القاموس المحيط للفيروز آبادي ص:794، والمعجم الوسيط ص:1051.
( ) [4]المقاييس في اللغة ص:1102،والقاموس المحيط794، وتاج العروس للزبيدي12/528.
( ) [5]يُنظر: القاموس المحيط للفيروز أبادي794، لسان العرب لابن منظور9/378، وتاج العروس للزبيدي 12/527-528، ومعجم الوسيط ص: 1051.
( )[6] بعض العلماء لم يعجبهم استعمال هذا المصطلح، وقالوا: إنه مصطلح أهل العصر، ولم يستعمله المتقدمون من السلف فيما يريده المتأخرون، فالأولى والأسلم استعمال المصطلحات التي استعملها السلف الصالح. ينظر: معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبي زيد ص:336، والماتريدية للشمس السلفي الأفغاني1/10.
الموضوع مأخوذ من كتاب موقف الإسلام من الانحرافات المتعلقة بتوحيد العبادة. تأليف أبي سعيد عبد الرزاق بن محمد بشر (ج1 ص:20-22).